كنت كثيرة التأمل في جوفي في الفترة الأخيرة, صدقًا أنا لا أملُ ذلك, يمكنني الجلوس بالساعات أفكر بفلسفة الحياة وما حولها من أمور, القدر, المشاعر, طريقة عيش البشر, التكافئ الطبيعي في البيئة, لماذا نأكل؟, صدقًا شعرت بأن أسئلة الطفولة التي كان جوابها من أمي في كلمة واحدة .. لم يكن هذا الجواب الحقيقي لها, كان 0.1% من الجواب .. مثلا سأشارك اليوم آخر تأمل قمت به .. وكان المحور الرئيسي .. "لماذا البشر؟" ..
لماذا نحن من نتحدث ونتحرك ونفكر ونُشيّد بالبنايات شاهقة الطول ونصنع القنابل ونجهز الجيوش, ونزرع الأرض ونحصدها, لماذا كان على فصيلة "البشر" أن تتكفل بإقامة الحياة على وجهِها الصحيح؟, حسنا ربما نحن لا نقيمها على وجهها الصحيح لكننا إن لم نكن هنا لفسد النظام البيئي .. لنبدأ بالاجابة خطوة بخطوة ..
لماذا نتحدث؟ جميع الفصائل في الكون تتحدث .. لكن لكلٍ أسلوب حديثة ولغته ولسانه .. شيء مختلف تماما عن الفصيلة الأخرى, أنا أؤمن بأن جميع المخلوقات تتحدث.. وهذا صحيح ووردت فيه آية (والجبال يُسبحن معه و الطير...) .. أي أنهم تحدثوا .. لو لم يكونوا يتحدثون لَمَا تمكنوا من التسبيح!.. شيء بديهي.. لكن أصتدم سؤال صديقتي عندما أخبرتها بتأملي برأسي ونبهني على شيء مهم , قالت لي: "إنهم لا يتحدثون لايمكننا فهمهم ولا سماعهم" .. لا يمكننا فهمهم .. هم أيضا لايفهموننا! في مرحلة الترويض يعتاد الحيوان على إيماءات المروض ويفهم تعابير وجهه وطريقة تحرك شفتاه لكل أمر .. لكنه لا يدري ماذا تقول أو ماذا يعني قولك .. لكن تناقض ذلك في أن بعض الحيوانات تلتفت عند نداء اسمها .. لذلك أصنفهم نوعان .. نوع يرى ويعتاد, والاخر يعتاد على صوتك ويربطه بكل أمر ولا يفهم الموضوع كما قلت انفا..
لماذا نفكر؟ ببساطة بحته نحن أكبر المخلوقات على وجه الأرض عقلاً.. فلو تبحرت في علم الأحياء لعرفت صغر عقول الحيوانات وبعض الرتب الصغيرة ليس لديها عقول .. شيء مُبهر .. أما بالنسبة للجمادات وهي مرتبطة بكل الموضوع حالها كحال الحيوانات لكنها عاجزة فهي لا تتحرك ولا يمكنها إصدار أي تغير على حالتها .. فلا أدري إذا كانت تملك عقلاً .. رُبما لديها واحد .. ليس جنونًا لكن تأمُل.
لماذا نعمر الأرض ونصنع ما نصنع؟ هذه طبيعة كل المخلوقات أن تعمر بيئتها بيوتًا ومخازن للطعام وأعشاشًا للزواج, المثير في الأمر أن فصيلة البشر تخطت الموضوع قليلاً .. فهيأت سُبلاً لتُقوّي الرابطة بين أعضاء الفصيلة .. مثل أماكن لعلاج مرضاهم وأخرى للترفيه وغيرها .. فصيلة البشر كانت أكثر المخلوقات رفاهية .. لأن كل ماسوى البشر خُلق لهم.., بالنسبة للجيوش والقنابل الحيوانات الباقية يشتركون في ذلك .. فأغلبهم يعيش في جماعات وهذه كجيش نوعا ما , والبعض الآخر لوحدة كالأسود وغيرها .. وهؤلاء يبدون كالقنابل لأنهم أن مكثوا في مكان قضوا على من فيه وأردَوه قتيلا .. قنبلة صغيرة نوعا ما.., وبالنسبة للجمادات فالغابة جيش كما أرى, والبركان قنبلة ومن البركان أخذت فكرة القنابل كما أظن.
لماذا نزرع ونحصد؟ لكي نكمل النظام البيئي ؛ فإن لم نزرع من أين سنأكل نحن أولاً ومن أين ستعتاش بقية الحيوانات ولو لم نزرع لم تكن الجمادات الحية .. حية, العالم سلسلة مرتبطة بشدة .. كالعقد تقريبا لكن إن إنحل يصعب إعادته على ما كان..
التأمل سيوسع آفاقك .. سيعدل مبادئك وقوانين حياتك الصدئة .. سيساعد مخيلتك أن ترى ما لا يراه البقية .. ستبدو مميزا وذا عقل راجح؛ لأنك يا صديقي تُسعد جسدك النوم, وتسعد معدتك بالطعام, وتروي عطشك بالماء, ولكن عقلُك المسكين إلم يتأمل ويقرأ ويتبحر في ذاته سيموتُ حزينًًا وأنا لا أود ذلك لعقولكم اللطيفة, لكن عندما تريد التأمل إنعزل لكي لا تبدو مغفلاً مُشرعا فمك مُحدقًا في الفضاء.
واخيرا وما كان بودي أن أختصر ..لكن هذه الحياة خُلقت لنا ..
-زوفتيل.10:58م
تعليقات
إرسال تعليق