بداية المُنتهى التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠٢٢

رصيف الانتظار

ما موقفنا من الانتظار؟ جرّني الحديث الطويل هنا وتقليب الأبيات وتأملها بيت شعر للبردوني قال فيه: هذا الذي سميته منزلي كان انتظاراً قبل أن تدخلي قد يكون الانتظار صعباً وقد يكون رمادي اللون ومبهم الحال، لكن بقدر كل ذلك التشوّش يكون أمل اللقاء، وبقدر كل هذا الشتات الذهني والعاطفي يكون الصبر.. تغنياً بالمثل الشعبي "من صبر نال". إلا أن للانتظار حلاوة، ربما تكون حلاوةً لاذعة إن كان انتظاراً بلا موعد، لكن ماذا إن كان انتظاراً إلى أجلٍ مسمى؟ مؤقتاً لنهايته مذ بدأ؟ أيكون أخفّ وطأة على النفس المتلهفة أم يكون أصعب وأخنق؟ بظني أن وضوح النهاية أسلى للنفس، وآكد للبلوغ وأشرح للخاطر وربما.. يواسي المحزون كلما انقطع به الرجاء. أما الانتظار إلى أجل غير مسمى رغم ما فيه من اليأس والضيق، إلا أن -بحمد الله- فيه من السعة والأمل، فإن كان أمد الانتظار غير واضح ففي ذلك ما يبعث في النفس كل دقيقة ما يجدد أملها، فيجول في الخواطر "ربما الآن ينتهي كل هذا!"، فيعود الغائب، ويشفى المريض، ويخرج من توارى خلف الظلال لسنين، "ربما الآن وفي هذه اللحظة تفرج!" بهذا الأمل واليقين بكرم الله وعونه يعي

ليلة شتوية

في ليلةٍ شتويّةٍ باردة قال عنها خبراء الطقس أنها قد تكون أخفض درجة حرارة تمرّ على المدينة.. تحضَّرَت وارتدت ثياب النوم الثقيلة، اضطجعت وتدثرت بغطاءٍ من فرو دافئ، من فوقه غطاءٌ حُشي بالاسفنج السميك. نسيت أن تغلقَ النافذة، لكن كان من الصعب عليها أن تتخلى عن كل هذا الدفء لتواجه الهواء البارد الجاف؛ لتغلق مصدره.. عقلها المرتجف رفض الفكرة واقترح عليها أن تتكور حول نفسها وتَدُسَّ رأسها تحت طبقتي الغطاء وتتجاهل النافذة، ففعلت. بعد أن هدأت تحت غطائها وبدأ الجو يصبح أدفأ، أخذت تفكر.. بحياتها، بالواقع الذي تواجهه كل يوم.. باليوم الذي أنهاها قبل أن تنهيه، بنوبة البكاء والحزن ظهيرة اليوم.. بأمنياتها المتراكمة فوق رفوف الأحلام.. كل صباح ترفع رأسها لتنظر إليها.. هي أمنياتها.. لكن لا ارتباط لها بتلك الأمنيات سوى برغبةٍ دفينة في روحها؛ روحها اللاهثة مدعيةُ السعادة، التي مضى عليها الزمان وما زادها إلا ضعفاً.. يطول تفكيرها.. تخمن أنها قد أمضت نصف ساعة منذ أن خلدت للنوم.. تخرج رأسها من بين الأغطية لتتأمل السقف، تتنهد ثم تهمهم قائلة: "لا فائدة من النوم مبكراً" متظاهرةً حول الحزن الذي ألجأها للن