بداية المُنتهى التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من مايو, ٢٠١٧

سحر الكلِم

"أحبك" هل تدرك أن هذه الكلمة لا تتلاشى؟ كجميع الكلمات التي تُنطق في هذا العالم، «آسف» ، «كيف الحال؟» ،«أتمنى أن تموت!» ، «أكرهك» و «أشتاق إليك»... جميع الكلمات منذ أن تخرج فهي تتردد.. تدور بسامعها هذا الكونَ الشاسع، كما تجول الريح فتجوب البلدان التي لم تعرف اسمَها، و تمر المحيطاتِ التي لم تزرها، و تعصف بالبيوت المهترئة.كلمتك ليست شيئًا لحظيًا فحسب، أراهن أنها ستبقى تجول في خاطره، وستتنقل بين حجرات قلبه الأربع، سيفكر فيها مليًّا وتشغل باله، ربما يكون المستمع لطيفاً.. وربما العكس! لكنها ستؤذيه.. كلمة واحدة قد تغير شخصاً للأسوأ، وتحطم حلم شخصٍ، أو كلمة واحدة قد تغير شخصاً للأفضل ، فيضع حجرَ أساسِ حلمه بكلمة. أحسن حديثك، وعامل بالحسنى وإن كان عدوًّا، إذ ورد في القرآن الكريم: ﴿وَلا تَستَوِي الحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادفَع بِالَّتي هِيَ أَحسَنُ فَإِذَا الَّذي بَينَكَ وَبَينَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَميمٌ﴾ وهو كذلك.. سيحترمك عدوك.. ستكون غريمًا رائعاً! في كل الأحوال احرص على كونك شخصاً رائعا.كلماتنا ذات أثر، ذات وقع قوي، ربما لا نشعر بذلك حين قولِها.. لكن بإمكاننا ا

ثلاث صفحات

كنت في غياهب الظلام والتيه، كنت ألتجئ لكل شيء… لكنني لم ألتجئ للقلم، كنت أبكي ماءً وليتني بكيتُ حبراً.. -ثم ماذا ؟ ثم إن الكتابة أنقذتني، أردت أن أكون أقوى، أن أكون كياناً بمفردي، لا ضير إن لم يُصاحبني صاحبٌ في طريقي للكفتيريا، ولا يشعرني حضور محاضرة وحيدةً بالغرابة، ولا تنتابني رهبة عندما أسير لوحدي بين الحشود ، أردت أن أكون لنفسي مئة شخص، كنت وجِلةً حينئذ، لم أرد أن أفشل في محاولتي؛ لأن الناتج سيكون عكسيًا عليّ وعلى ثقتي، بحثتُ عن شيءٍ يشغلني.. كنت جالسة على مقعد مكتبي وبدأت عيناي بالبحث بين جنبات حجرتي.. كتاب!، ياللروعة! حملُ كتاب سيكون لطيفاً! "سيمنحني صورة حسنة، وسيبدو أنني مثقفة لا أهتم لسفاسفِ الأمور، ولا أرتعب من الوقوف وحدي، الكتاب حقاً سيكون الرفيق المثاليّ!" -قبل ذلك الحين- كان يثقل كاهلي تكدّس الكتب تحت تصنيف (ما بُدئ به ولَم يُكمل) ، فوجدتها فرصة جيدةً للقراءة ولتخفيف الحمل عن كاهلي، أفردتُ لكلِّ يومٍ كتاب، ولكيلا أكذب… فقد كانت تجربة مهيبة!، كان الجميع ينظر إليّ.. شيءٌ لم أعهده إطلاقاً، خشيتُ أن أتخلى عن فكرة الكتب تلك، لم أسطع منع عينيّ من التح

السؤال الأخير

ثم ماذا؟ ثم إن هذه السماء يوماً ستطوى، سيحين أجل النبات والشجر، ستموت الحيوانات، سيختنق النبع بالتربة، ستشرق الشمس من عكس مشرقها، ستقف الجثث، ستساوى الجبال بالأرض، ستختفي كل معالم هذا الكرة الصغيرة، بل الكون بأسره.. ستختفي ملامحه!، إنها الساعة! قد قامت القيامة، لا تقبل توبة ولا تنفع يومئذ ملامة، إنها النهاية الحتمية لهذا الكون الشاسع، سيجف البحر الأحمر وتتصدع أراضي المحيط الهندي، ستموت النباتات، سيختفي الثقب الأسود ودرب التبانة وبقية المجرات، سينتهي هذا العالم الرحب الكئيب، المليء بالسواد والعتمة، مليء بالفساد والإحتيال، مليء بالحب والزهاء، مليء بالكثير من السلام والمودة، مهما كان ما يملئ العالم، مهما كنا بشراً أم حيوانات أم كائناتٍ فضائية، هذا العالم سينجلي، سيذوب القطب الجنوبي والشمالي… سيذوبان ولم يتخيل أحد أن أشد المناطق برودة ستذوب!، إنها القيامة!، ستطوى صحائفك، سينتهي كل شيء، لا يمكنك طلب المغفرة والرضوان، إنها النهاية، وأمامك فحسب طريقان، ستهلك حتماً، سينفخ إسرافيل بالصور لتموت.. ثم ينفخ ثانية فتعود للحياة، ثم يبدأ مشوار الحساب الأعظم! سيسألك الله عن كل ثانية أمضيتها في هذه الح

رسائل الخوف

هذا الفتى... إنه خائف، يخاف على قلبه مني، يخاف مني أنا الفتاة الصغيرة التي لا حول لي ولا قوة، يخاف مني لأنه قلبه بيدي، لأنه وربما يكون قد علَم في انفصالنا الصغير مكانتي، علَم أنه خائف جداً!، إنه الفتى الذي يواجه الدبابات، والحصار البريّ، ثم تأتيه المروحيات لتنقذه، إنه الفتى الذي يخالف كل القوانين... لكنه يتوقف عندما أقول له «كفّ عن ذلك»، إنه الفتى الذي أمتلئ هاتفي بصور أسلحته وذخائره والعديد من الخوذات وبدل المعارك... إنه خائف مني، إنه الفتى الذي يقف أمام البندقية برأسٍ مرفوع، هو خائف مني!، إنه الفتى الذي وبكل بسالة أجاب على سؤالي: «ألا تخشى مواجهة العدو؟ ألا تعتريك الخشية والرهبة؟» فقال لي: «ولمَ قد أخاف؟ عار عليّ أن أخاف من حثالة، ثم إنني أستمر بالذهاب في المعارك فإن كان خوف أول.. فقد ذهب منذ أمدٍ بعيد، وإن كنتِ خائفة عليّ؛ فأنا لن أموت!». يال هذه المهزلة المضحكة، ولم عساه يخاف مني؟، أنا التي لا يمكن أن تطال يداي أصابع يديه ولا حتى وجنتيه، ولم أشتم رائحة عطره الذي هو بين جنبيه، كيف عساي أضره؟، ولمَ عساي أفعل؟. أثرت عاطفته يوماً فقال لي «أتعلمين شيئًا؟ عندما أبتعد عنكِ فإنني أخاف،