بداية المُنتهى التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, ٢٠١٧

رسول البهجة

عندما أقول لك وبدون مقدمات كيف أنك لطيف، أو كيف يبدو وجهك شمس هذه المجرة وسط مجموعة كواكب، أو لو قلت لك بأن الكلمات تبدو من فمك رائعة بعكس الآخرين، أو عندما أخبرك بأن طريقة مشيتك مبهرة كما لو كنت تصور فيلماً، أو لو قلت لك بأن طريقة لمسك للأشياء ظريفة، أو عندما أقول لك بأنني أحبك فجأةً.. فإنني لا أمزح.. الكلام الجميل لا يحتاج لمقدمات، لا نحتاج أن نقول خطاباً قبل أن نبوح بمشاعرنا لأصدقائنا أو من حولنا، لا يتطلب الأمر مناسبة أيضاً! يمكنك قول ما ترغب في الوقت الذي ترغبه، ومن تجربة.. الأشياء المفاجئة دائماً وقعها على النفس أروع وأكثر لمعاناً.. جرب أن تقول لأختك صباحاً بأن شعرها يبدو أكثر لمعاناً اليوم، جرب أن تخبر والدك بأن سيارته تبدو وكأنها جديدة، وأخبر أمك بعد قبلة على رأسها بأن يديها وإن قاتلت الأواني تبدو أكثر نعومة من الريش، أخبر زميلك في الجامعة أو العمل أو أياً ما كان يجمعكم.. بأنك معجبٌ بثيابه وذوقه في اختيار الثياب.. أنشر السعادة والحب فقط.. اسعى جاهداً لأن تترك نقطة سعادة في قلب كل من تقابل.. كن رسول البهجة! بالتفكير بالأمر... لم دائماً نحتاج لمقدمات؟ لما على كل شيء أن ي

الجزء الثاني: الغرفة ٣٥٦

فتحت عيناي بوسعها وبدأت أنقل نظري بين وجهها المبتسم وبطنها، وجهها وبطنها، وقفت وفي فمي الشابورة.. لم أضعها من المفاجأة! أمسكت بكتفها وحضنتها بقوة! إنني أبٌ الآن!! رغم أن هذه الفكرة أخافتني كثيراً.. وأقشعر جسمي لمجرد سماعها، رغم رفضي فكرة الإنجاب في البداية... لكنها الآن في غاية الجمال!، الزواج والإنتقال للعيش في شقة بعيدة عن حجرة أبي وحجرتي التي شهدت إنهزامي، والإختلاط بهذا العالم.. غيرني كثيراً! شعرت بحال أفضل!.. وتحسنت أحوالي النفسية!، لم أعد أحتاج لأن أكتب الكثير من الدفاتر ولا المذكرات، كانت زوجتي إنتقالاً كبيراً في حياتي، أنقذتني.. هي وابنتي. أردت أن أكمل الدراسة، أصبح لديّ شيء أعتني به، "لديّ ابنه" وزوجة، أريد أن أكون شخصاً ناجحاً، لا عثرة في الطريق، قدمت أوراقي للجامعة تم قبولي، في غضون سنة أنهيت سنتي الأخيرة في كلية الهندسة..و  تخرجت!، أصبحت "مهندساً" و "أبًا" هذه أسعد سنة مرت عليّ، وكأنّ الله جبر كسر قلبي، وأبدلني الله خيراً، كان من الرائع أن تكون أبًا.. لابد أن أبي كان سعيداً بقدومي. تم توظيفي في شركة جيدة واستلمت عملي الأول و

الجزء الأول: الغرفة ٣٥٦

في عصر يومٍ حار... في أيام الصيف الملتهبة، مشيت بجوار أبي للمسجد في أخر الشارع.. وصلنا المسجد، وبعد الصلاة لفت نظري مهندس بزي مهنته، كان شامخاً ومذهلاً بطريقة رائعة! كان وكأن الشعاع من حوله! - «مهندس!» قال أبي «مهندس؟ اوه أجل إنه أحمد ابن أبو أحمد جارنا الخامس أخبرني والده عن عمله ياله من رجل رائع، يبدو أنك أحببت مهنته؟ يمكنك أن تكون مهندساً رائعاً مثله!» ابتسمت في وجه أبي بفرح، عدت للمنزل يومها ولم أنسَ كلمة أبي.. وكتبت على صدر ورقة ما (أمنياتي) ووضعت في أولها [١. سأكون مهندساً رائعاً وسيفخر أبي بي]. بعد خمس سنوات.. تخرجت من الثانوية وها أنا أقف أمام بوابة الجامعة.. أمام كلية الهندسة!، أبي لم يعلم بأن كلمته تلك التي ألقاها في المسجد أثرت فيّ، ولم يعلم بأني بنيت حياتي على "كلمة"، لا يدري أبي لمَ أخترت الهندسة من بين التخصصات أجمع، لكنني أعلم لم فعلت هذا، مضيت بخطى واثقة للكلية.. درست سنوات طويلة.. أنهيت الأربع سنوات، بقي لدي سنة واحدة وأضع قبل اسمي "مهندس" كنت متشوقاً لأخبر أبي بأنني أصبحت مهندساً لأجل تلك الكلمة، أردت أن أرى وجهه منبهراً