بداية المُنتهى التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠٢١

‏طمئن فؤادك فالأقدارُ حانيَةٌ

 ميمونة أختي الصغيرة، لطالما كانت مختلفة، قلقة ومرتبكة، بل يأكلها القلق وجبةً دسمة، تنظر لكل الزاويا في كل الحوادث قلقةً من أن يفوتها تفصيلٌ صغير مهما قلَّت أهميته، كانت تسعى بمثابرة شديدة لئلا يفوتها شيء، تغضب إن فاتها اجتماع العائلة يوم الجمعة، ويتكدر صفو خاطرها إن فاتها المطر. تقرأ لافتات المتاجر بينما تستقل المواصلات.. وربما غضبت لتفويتها الاسم الأخير للمتجر، فتضطر لفتح خرائط قوقل لتهتدي أخيراً لاسمه الكامل، كانت تركض للمقدمة دوماً، تصرُّ على مشاهدة المكان من أقرب نقطة، حتى في حفلاتها المسرحية التي تنضم فيها للطاقم، يوم الأداء تقترب من الستار -والحضور لهم ضجيج- فتفتحه ليسع عينيها فتقلبهما يميناً ويساراً؛ تخشى أن يفوتها مشهد الجمهور محتشداً عندما يأتي دورها لتعلتي الخشبة، كانت بهذا القلق والحرص تقابل عالماً غير مبالٍ وغير آبهٍ بمعضلات الإنسان. لا يعرف أحدٌ منا أنها مصابة بالقلق وهوس التفاصيل، كنَّا نعتقد أنه مجرد حرص واهتمام بالكمال، حتى قالت لي ذات يوم "قد تظنين أنني جَلدة ومجرد حريصة، لكنني غارقة في التفاصيل والتدقيق والقلق غير المجدي" وبين هذا وذاك، توفيت "غيم"