بداية المُنتهى التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, ٢٠١٧

عيد النفس

في صلاة العيد.. الجميع متراصون.. كالبنيان المرصوص، ملؤوا الأزقة والشوارع، على أبواب المتاجر وفي أطراف الشوارع، يكبر الإمام والجميع يصدح "الله أكبر" مشاعر الروحانية والاطمئنان.. كل هؤلاء البشر.. يوحدون الله وحده.. ويصرفون له العبادة، جميعهم يقيمون شعائره، أقاموا ليالي رمضان بالصلاة وعمروا النهار بالصيام، وها هو الله يكافئهم بعملهم.. فآتاهم عيداً سعيداً. انتهت الصلاة وفاض الناس من المساجد والمصليات، الجميع بلبسٍ جديد مبهج، الرجال بثيابٍ بيض وصفر، أحذيةٌ جديدة، أطواق ورد وشعرٌ حريريٌ منسدل، وجهٌ مشرقٌ ضاحك، توزيعات العيد والريالات في كل مكان، الأطفال ينتشرون حاملين سلالَ الحلوى، يالِبهاء المنظر.. "تقبل الله منا ومنك، كل عام وأنتِ بخير" إنه العيد حقاً عندما قالتها جدتي.. ذاك الوجه الذي طالما كان زاهياً بهيًا، ذاك الوجه الذي ومع ما تعرض الزمان لوجهها.. لازال جميلاً أخاذَ.. بعد انقضاء أول أيام العيد.. تنتهي أغلب المعايدات الكبيرة.. يتبقى في جدولك القليل من الزيارات السريعة.. إنه وقت الاسترخاء.. عيد النفس.. بالطبع استرخائي كان لجسدي.. فعلقي لا يتوقف عن طرح

قطعة ضوء

لطالما أرهقت نفسي بالمسير للبحث عن الهدف الأمثل، لعيش الحياة على وجهها الصحيح، لكن.. وبعد هذه السنين لا يمكن لأي شيء في هذه الحياة أن يسعدني، أن يرسم البسمة على وجهي، هذا العالم موحش! الجميع هنا وكأنهم قتلة وسفاحين، الجميع غاضب وساخط، ولا يعجبهم أن تكون جيداً ومميزاً.. وسعيداً، لا يشعرني هذا بالأمان إطلاقاً، أردت أن أعيش بطريقتي التي أحب، لذلك صنعت عالماً خاصاً بي! صنعت كوكبي وفضائي..مجرتي وأقماري! أنا هنا، جالسة أم واقفة.. مغمضة العينين.. حقاً لا أعرف إن كنت مغمضة عينيّ أم لا؛ فالظلام حالكٌ هنا، هذا عالمي الذي صنعته، عالمي أنا وأنا هنا، لا أحد سواي،... ياللراحة. بينما أقضي وقتي في التأمل.. سمعت جلبة من حولي.. حاولت أن أكتشف مصدر الصوت.. لكن لم أستطع، بقيت جالسة في مكاني إذ ببعض الضياء.. ضياء؟ في عالمي؟ من أذن له! تسللت قطع النور حتى أحاطت بي، نظرت لها بوجل.. لم أعتد النور!، قطعة خلف قطعة، تتوالى القطع بالقدوم.. وتنتشر أسلاك الضوء من حولي، إن المكان مشعٌ جداً الآن! وكأنني على سطح الشمس!، اوه أستطيع رؤية يدي! بالكاد كنت أرى شيئًا سابقاً!، خرجت من بين القطع قطعة صغيرة وقالت: «

سواد السناء

رجلٌ بسيط هو أنت.. كأيّ بشري على وجه البسيطة، تعتريك الخشية دائماً، أنت خائفٌ على الدوام، تخاف أن لا تتحقق أمنياتك، أن ترسب في دراستك، وتخشى لو أن خططك فشلت، وترهبك فكرة الموت!، ولا أحد لتتكئ عليه.. ضائع!، لكنك تنكر ذلك، فتضحك ولا تبالي، وتعبث هناك وهناك، تحرصُ أشدَّ الحرص بأن تبقى متماسكاً وبألا تتعثر.. فتُهدم، تظهر السكينة والوقار، تظهر القوة والاستقرار، أنت راسخٌ ولا يمكن لأيّ شيءٍ أن يهزَّ هذا الجبل!،... ولكن كل قواعدكَ وصوركَ التي وضعتها آنفاً.. لا تنطبق على ذلك المقام! لا تسطع أن تنفذها عند ذلك اللقاء!، إنك تضع جميع الأثقال والمظاهر.. تضع كل شيءٍ جانباً وتقف مجردًا.. مليئًا بالرهبةِ والوَجل، مليئًا بالمُهجةِ والحياة، مليئًا بالاطمئنان والأمان،.. تقف في محرابك، وتخضع، وتستلم وتدنو من الله، وتركع، فتدنو من الله، ثم تسجد فتكون أقرب القريبين من الله!، فتبوح له بمسائلك، وحاجاتك، وتخبر الله عن مرض أبيك، وتخبره بأنك تحتاج مالاً، وتخبره بأن قلبك يؤلمك، وبأنك تود أن تفعل كذا وكذا، وتبدأ بسرد قائمة أمنياتك.. التي لم تعد أمنيات بعد أن أخبرت الله بها، صارت وقائع و وقعت، لا أمنيات عند