بداية المُنتهى التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠٢١

جابر

تنويه: هذه القصة مبنية على أحداث حقيقية. في إحدى المدن الرئيسية المزدحمة بالبشر، المزدحمة بالأحلام والأمنيات، بالجوع والفقر والتخمة والثراء الفاحش، بهذا تكونت المدن، بكل المتضادات التي تعرف. في إحدى أحياء المدينة كانت تقطن عائلتي لثلاثة أجيال، كنا عوائل متفرعةً صغيرة، نقتسم بنايتين بستة طوابق، كان جدي ثرياً ومعمارياً وفيضاً من الحنان قبل كل ذلك، فكانت وصيته ألا نفترق، ألا يشق أحدهم صفنا، سواءً من الداخل أو الخارج. وعلى هذا كبرنا، يمرح الصبية مع أبناء خالهم وعمهم كما لو كانوا أشقاء. وأعمامي كأبي إن غاب أو حضر، كلنا على قلبٍ واحد. عمي الأكبر جابر، كان أكثر أعمامي شبهاً بجدي، توزعت صفاته في كل أبنائه وبناته ثم عادت واجتمعت في عمي جابر، كان له ذاك الحضور الجذاب، رغم كونه كبير العائلة إلا أنه لم يخلق ذاك الحاجز والمسافة مع صغار العائلة التي تجعلك تجفل منه، فكان يمازحنا ويلاعبنا وينادينا بكنىً مضحكةٍ كل حين. لدى عمي جابر ابنةٌ في مثل عمري، وبحكم تفرغ عمي في الفترة الصباحية فقد حمل عن والدي مهمة توصيلي يومياً للمدرسة، فصار المشوار اليومي الخانق أمتع المشاوير في العالم! فعمي كان يقدم السعادة و