النساء والرجال.. العظمة! التخطي إلى المحتوى الرئيسي

النساء والرجال.. العظمة!

أؤمن بقدرة النساء على كل شيء
على تحمل كل شيء، على الصبر وعلى الشوق وعلى الكتمان وعلى الضغط وعلى الغربة وعلى الذل وعلى الفقر وعلى كل وضع ممكن أن سيواجهه بشريٌ على هذه الكرة المستديرة.
النساء عظيمات جدا، قويات جدا، ربما هذا إنحيازٌ لجنسي لكنهن عظيمات!، هي بقوتها التي يستهان بها تحمل جنينا بوزن كيلو وأثقل! كيلو في معدتك!، ظهرك سيصبح أحدبًا!، سيستنزف هذا الجنين من قوتك وشبابك وعظامك ونظارتك .. سيقتل جسمك بهدوء مع ولادة جنين وخلق آخر، بعد المشقة والإرهاق وإزدياد وزنه يومًا بعد يوم لمدة تسعة أشهر وقد تطول في حالات وقد تقصر، يخرج هذا الجنين الذي استنزف منك طاقتك ونشاطك لتتنفس الصعداء بعد تحررك منه لتمسك به وتقبله بعنف حبًّا وعقابًا خفيفًا.. بعدها تبدئ مشقة الرضاعة .. أنت لم تجرب الرضاعة ولا أنا فعلت لكنها مؤلمة ولا تسألني لم .. لأني لا أريد أن أقول لك بأن شخصا ما سيبكي طوال الليل وسيصمت عندما يعض على صدرك طالبًا الحليب المؤلم خروجه من ثديك، بعدها ستستمر ملاحظه هذا الطفل على مدى سنواتِ عمره حتى يتزوج بامرأةٍ حسناء أو رجل وسيم ويرحل أو ترحل ويجرب أو تجرب الحياة ..الأبوة أو الأمومة، أنا أكره أن يقال لي .. "أطيعي أمك لأنها فعلت كل هذا"، إن كانت لا تريدني أو أنجبتني فقد للخدمة أو كانت تشك ولو قليلا بأنني "نحس" كما تزعم الآن .. لماذا أنجتني؟ لماذا تحملت هذه المشقة، لكن مسألة برِها لا ترجع لهذا المسلسل الطويل ترجع لأمرٍ آخر.
عندما قلت عظيمات وذكرت الأمومة لأنها شطر كبير من إنجازات النساء، ففيها من المشقة ماللهُ به عليم، وأيضا أنت لم تشهد امرأة في علاقة حب، رجاءً راقب واحدة، ستراها تضحي بكل ما لديها ستبذل من أول الصباح منذ أن تفتح عينيها صباحا حتى تغلقها مساءً وربما تراودها أحلام وربما يُصيبها أرق بسبب حُبها!..
النساء عظيمات .. صحيح أنهن أضعف بينة لكنني أرمي لأبعد من ذلك .. أرمي بقولي لقلبها لشخصيتها لعقلها لأشياء في كينونيتها، لأشياء عميقة لن تفهمها إلى عندما أكتب عشرون مقالاً كهذا، ولن أوفي .. ولن ينتهي بذل النساء.. وتضحياتهن وقلوبهن وتفكيرهن الراجح والحكيم، لا تقل لي "نساء اليوم لسن كذلك" ظاهريًا ربما لسن كذلك لانني لم أتكلم عن الظاهر بل عن ما بين أحشائها وبجانب شريانها وتحت جلدها الرقيق.. العُمق.
عاشر واحدة وستعلم بأنني أصبت عندما قدستُهن.. و ربما يرجع ذلك لنرجسيتي .. لكن على كلٍ في هذا العالم جنسان فحسب وكلاهما عظيم .. لأنه مامن سواهما هنا.
-زوفتيل 1:19ص

تعليقات