أتملك مشاعر؟

عندما أنظر للأزواج و المحبين، أرى الحب مضيعة للوقت، كنت مغفلة عندما إعتقدت ذلك، الحب هو كل شيء و تتمحور حوله هذه السلسة الطويلة من الحياة، في كل شيء يتوجب أن يكون لديك مشاعر، لم أقل حبًّا بقصد ما يحدث بين العاشقين و الأزواج فقط .. بل كل شخص في هذه الحياة .. أنا أعني المشاعر المُحبه و المُحسنة والخَيرَه.. شيء كهذا،

أكثر الأشخاص سوداوية يملك مشاعر .. الفقراء، المُلوك، السُفراء، المُسّن، الكبير، الصغير، الأعمى، الأبكم، الأخرس، المريض، و المعافى، .. الجميع لديهم ذاك النوع من المشاعر، لنضع مثالاً واختبر الأمر بنفسك..!

كنت ذات مرة عائدًا لمنزلك بعد يوم طويل، رأيت أحدهم ممدًا على الأرض في جانب الشارع بشكلٍ مُخيف ونوعا ما يبدو ليس في وعيه، ماذا كُنت فاعلاً؟

بالطبع سأتوقف وسأمسك الرجل من رأسه واسأله إن كان بخير؟.. بديهي!

حسنا ربما البعض خاف أن يكون الرجلُ مخمورًا أو مصابًا بمرضٍ معدي طرحهُ أرضًا ..

لنأخذ مثالاً آخر....

كنت تتسوق يومًا من الأيام في الشتاء .. رأيت طفلا يبدو ضائعًا بوضوح ولم يكن يرتدي معطفًا سميكًا كفاية ليصُد البرد عن جسده الصغير .. ماذا كنت فاعل؟ .. هو يجهش بالبكاء طبعًا ..

سأقترب منه وأمسح وجهه وأخبره أن كل شيءٍ على ما يرام .. وأنني سأعثر على والديه، وبالطبع سأعيره وشاحي العملاق لألفه به ليبدو كفراشةٍ داخل شرنقة.. مزحةٌ سيئة أعتذر، بعدها سأحمله وسأشتري بعض الحلوى ليُهدِءَ من روعه وسأتوجه لمكتب الأمن في المركز التجاري لنستدعي والديه عبر مكبرِ الصوت.

..يبدو بأنك لا تُحب الأطفال كثيرًا .. حسنٌ،

عنما كنت مُتجها لمكانٍ ما رأيت امرأةً مُسنّه تحمل الكثير من الأمتعة وتجر قدميها وبالكاد تتحرك شبرًا كل دقيقه.. ماذا كُنت فاعلاً أيها المُصلح؟

بالطبع سأقبِل رأسها.. حسنٌ ألغي قبلة الرأس يبدو أنك لا تحترم المُسنّين بشكل جيد، سأُلقي عليها السلام وأطلب منها أن تجعلني أساعدها في حمل الأمتعة لحيث تريد، بعد أن أوصل الأمتعة لمكانها، أطلب منها ألا تَشُقَّ على نفسها وأن تطلب المساعدة في المرةِ القادمة، وأحييها مجددًا و أعود أدراجي.

في النهاية..
..أعني مهما كُنت ذا مكانة.. ومهما كنت أحقر الحقيرين.. ومهما كنت دجالاً أو عرافاً أو أياً مما تملك من الصفات.. قلبك يلين للضعاف حتماً.. للمحتاجين.. لبني جنسك وجلدتك وفصيلتك، لأنها فطرةٌ فُطرةَ عليها .. لأن لديك قلباً .. وضميرٌ أولاً.

-زوفتيل 11:43م
24-10-2016