دوامة العلاقات التخطي إلى المحتوى الرئيسي

دوامة العلاقات

أحيانا يُصنف الاكتئاب كعذر للإبتعاد، أحيانا لا يمكنك الإبتعاد هكذا من دونما سبب! يحتاجون لكمٍ هائل من الاعذار، ولكمٍ هائل من المجاملات، في تجربتي الاجتماعية الأولى, أنا أُلزمت بجميع الإلتزامات، من الزميل مرورا بالصديق وصولا للحبيب، وما تخللها من علاقات، وكلمة الحق يجب أن تقال .. أنا ضقت ذرعاً من الإلتزامات، لست مجبرة على مداراة فلانة وتقدير فلان والسؤال عن حال علان.. والخانق علاقة الحبيب، هي جرمٌ على النفس بلا ريب!، يمكنني تصنيفه بأنه من أشد العلاقات إلتزامًا وخنقا!، وبما أن كل علاقة لها مُحرمات ونواهي ومستحبات.. كان شيء قوي يدعوني لفعل المحرمات ..أردت إختبار رد الفعل، كان مملا جدًا! غضب لمدة أسبوع أو يزيد ولعدم مبالاتي وقلة مداراتي وإنعدام خبرتي في هذا النوع من العلاقات.. أستطيع أن أقول لكم بأننا إنفصلنا، بعد أقل من شهر عاد مجددًا وأخربني بأن نكون أصدقاء وافقت على مضض لأرى مدى تغير تصرفاته وإنفعالاته.. لأرى لأيّ مدى يريد أن يغيظني، بعد فترة وجيزة ضقت ذرعًا من ذلك وانفصلت عنه نهائيًا.. حسنٌ لن أكذب فأنا كنت في علاقتي معه أصمت كثيرا على تصرفاته السيئة والتي تغضبني لذلك في النهاية أردت رد الدين، ناولته بضع كلماتٍ قاسيات وتوليت مدبرة بعد السلام.. كان مريحًا جدًا أن انتهيت!

بالنسبة للصداقة فأنا أظن أنها من أفضل العلاقات وأطولها مدى! لدي العديد من الأصدقاء، رغم الركاكة ورغم البعد وقلة الوصل إلى أنني كلما تذكرتُ أحدًا منهم ركضت مسرعة للترحيب به!. وبذكر ذلك منذ زمن لم يفتقدني أحدهم..، هذا غريب, لكن لايهمني فأنا أشعر بالراحة وربما أحرجهم بالسؤال الكثير عنهم، ولو بحثوا فيّ عن عيوب وجدوا أن ارتباطي بهم هو العيب، لكن مع ذلك هم يشعرونني بالسعادة وإن قست عليّ الحياة وبحثت عنهم.. وجدت ثلاثة، مع أن لدي ما يفوق الثلاثين رفيق إلَم يكونوا أكثر..، لكن لا بأس فأنا أشعر بالسعادة عندما أعطي.. أنا أكتفي بإسعاد نفسي، ولن أضحي بسعادتي وراحة بالي لتصفية حسابات مع حثالة لا يَردون الجميل ولايقفون مع الرفيق.. أنا قوية لذلك أنا هنا.

علاقة الزملاء تنهتي من يومها بالنسبة لي ... أرتبط بهم لحادثة وعندما أراهم مجددا ألقي السلام وأرسل الكثير من الابتسامات، لكن الغريب  أن معظمهم يتجاهل ابتسامتي..، أظن لفرط وسامتي ؟ أو لأنهم يخشون حديثا مطوّل؟ في الحقيقة قبل أن ألقي التحية على الزميل كنتُ أجري حوارات مطوّلة مع نفسي لأرُدها عن إلقاء التحية لكن ماذا أفعل.. هي لطيفةٌ جدًا.


- 12:16 ص

زوفتيل

تعليقات