لأُمي.. التخطي إلى المحتوى الرئيسي

لأُمي..

دائما ما حرصت أمي على الاعتناء بي في الخفاء، لكنها في العلن تبدو قاسيةً جافةً جافية، كرهت ذلك وكنت ساخطةً لعدم وضوحِها معي، ومازاد غيظي وسخطي بأنها كانت تفعل النقيضَ تمامًا مع بقية إخوتي!، ضقتُ ذرعًا من ذلك! كنت أمقت غموضها وتصرفاتها المتنقاضة دائماً، لكن مؤخرًا علمتُ أنها فعلت ذلك لأجلي؛ لتجعلني أقوى، كان كل ذلك لأجلي، لأجل أن أعتمد على نفسي أن أكون واقفةً بشموخ .. لوحدي!، ومن المُحزن ألا تصفق لي في النهاية .. لكنني أشكرها على تركي، ربما لو قامت بدعمي في العلن، لكنت أتكلتُ عليها كثيرًا، لكنتُ عالةً على نفسي قبل أن أكون عليهم، لما استطعت الاستقلال بفكري وبشخصيتي مبكرًا، لله الفضل.. ثم لأمي، أنا لا أصيغُ شعرًا لها، ولا أكتب مقالاتٍ تصف حبي لها، ولا اشتري لها الهدايا، ولست لطيفة معها، والظاهر عليّ عدم حبها، لكنني كل يوم أكتشف رغبتي القوية في اكتشافها!، أمي تشبه أمها كثيرًا "جدتي"، كلاهما أصلب من الحجارة وألينُ من النسمة، جدتي وأمي مثالٌ رائع للنساء..، لكن تربيتهُما كانت جافة لذلك كنت أفتقد العطف والثناء الجزيل، لذلك اعتمدت على نفسي وتوقفت عن طلب المديح وانتظاره، وهذا ما أرادته أمي؛ أن أستقِل أن أكون شخصية واضحةً قوية.. لا تحتاج لأحد ليُقومَها، ليشُد أزرها، ليصفِق لها، لا تريد أن تراني أبكي عندما يكون المسرح خاليًا عندما أعتليه، أمي جعلتني لا أرى المقاعد والمدرجات .. بغض النظر عن هل تحمل فوقها بشراً أم لا!، أمي جعلتني لا أهتم بهذه الأمور، لذلك كنت أصفقُ لنفسي، واكافئُ نفسي، واستمر بالعملِ الدؤوب.. لأجل نفسي، شكرا لأمي وجدتي.

- زوفتيل. 2:55ص

تعليقات

  1. اه لقد هزتني عباره
    ومن المُحزن ألا تصفق لي في النهاية ..
    :'(

    ردحذف

إرسال تعليق