مثالية مخيفة التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مثالية مخيفة

أتعجب من الذي يعيش بمثالية عالية، هل يكرهون أنفسهم لهذه الدرجة؟، ما المريح في أن تغدو كاملاً؟ ما المريح والممتع في أن لا تُخطئ، في أن تخشى نظرة الناس لك حال الخطأ، تخشى أن تقع، تخشى أن يتمزّق ثوبك، تخشى كثيراً.. أنت محاط بالخوف والخشية، هذا مخيف وليس مريح وممتعًا البته، الإنسان أخطأ.. والأنبياء ..صفوة الخلق وقعوا في الخطأ، فما الذي رفعك فوق الأنبياء؟.
الحياة دروسها عبارةٌ عن أخطاء الإنسان، والواجب المنزلي عبارة عن عدم تكرار الخطأ، وكلما حضرتَ دروساً أكثر؛ كلما كنت ذا حكمة وعقلٍ راجح، لذلك لا تكن مثالياً لا شيء مثير في أن تكون حياتك محسوبةً بالسنتمتر، وأن تخاف الخطأ وتغلو في الأحسان، الحياةٌ وسط، لا إفراطٌ ولا تفريط، قال الرسول صلى الله عليه وسلم (خير الأمور أوسطها) أفلا تتفكر في ماهيةِ الوسط؟.. أنا أخبرك بهذا لأن ما تفعلهُ مرهق ويحجب عنك البصيرة ولا تستطيع به أن تتمتع بمعرض الحياة المليء باللوحات الفاتنة والإبداعية، يمنعك من الضحك والسمر واللهو ويمنعك من حضور الدروس لذلك ربما تحصل على حرمانٍ من لذةِ الحياة.. لأنك لن تكون إنسان.. وإنما آلة، والآلة لا تأخذ دروساً في مدرسة الحياة.
٧:٤٧ م.
-زوفتيل

تعليقات