نصفُ عبوةِ تونة التخطي إلى المحتوى الرئيسي

نصفُ عبوةِ تونة

لم يكن الأمر هينًا بالنسبة لي كما تظن، كان عسيرًا كأخر ليلة لجنين في بطن أمه.. عسيرًا عليّ كأم وجنين..، لا أنا جنين استمريت في ركل بطن أمي غارقةً في الدفء ولذائذ الطعام، ولا أنا أمٌ أنهت الأمر وأخرجت فلذة كبدها وقطعةً من لحمها، ولا أنا أبقيته وتحملت، كنت في شدة الحيرة والضياع، كأن الله يختبرني على صبرني، على الرغم أني واجهت اختبارات صبرٍ عديدة من الله .. إلا أنني لا أظن بأنني أستفيد من كل اختبار، عندما يجيءُ الاختبار الجديد يخيل لي بأني صبيٌ لم يتكلم بعد، وضاع في مدينة ليس مدينته ويجب عليه قول شيء للشرطي حتى يبحث عن أمه، تصوّر بأني لهذه الدرجة من الحيرة والضياع!، لذلك لا تستغرب مني تغيير طلبي في المقهى ثلاث مرات.. رغم أنك تقول "إنها مجرد قهوة"، إلا أن تلك القهوة كانت بمثابة اختبار، لباس الجامعة.. اختبار، تسريحة شعري اختبار، صبري في محاضرة الاقتصاد.. أيضًا اختبار، طاعتي لأمي وحبي لأبي اختبار، يا عزيزي حتى حبي لك اختبار أيضًا!.
أنا لا يمكنني أن أرى الحياة ببساطة مثلك، وصل بي الأمر لأن أبكي عندما تدهس قطة كنت أطعمها يوميًا نصف عبوة تونة والباقي أُخبئه لليوم التالي لأعطيه لها، كنت اُخضعها لحمية؛ لتكون رشيقة وجميلة.. ليلتقطها أحدٌ ما وتكون سعيدة بالعيش معه، عندما ماتت أقمتُ قبرًا لها وأستمريت بوضع نصف عبوة تونة..، لا يمكنني أن أكون مثلك.. وأعتذر لذلك.
-زوفتيل. 3:13ص

تعليقات