رسائل الخوف التخطي إلى المحتوى الرئيسي

رسائل الخوف

هذا الفتى... إنه خائف، يخاف على قلبه مني، يخاف مني أنا الفتاة الصغيرة التي لا حول لي ولا قوة، يخاف مني لأنه قلبه بيدي، لأنه وربما يكون قد علَم في انفصالنا الصغير مكانتي، علَم أنه خائف جداً!، إنه الفتى الذي يواجه الدبابات، والحصار البريّ، ثم تأتيه المروحيات لتنقذه، إنه الفتى الذي يخالف كل القوانين... لكنه يتوقف عندما أقول له «كفّ عن ذلك»، إنه الفتى الذي أمتلئ هاتفي بصور أسلحته وذخائره والعديد من الخوذات وبدل المعارك... إنه خائف مني، إنه الفتى الذي يقف أمام البندقية برأسٍ مرفوع، هو خائف مني!، إنه الفتى الذي وبكل بسالة أجاب على سؤالي: «ألا تخشى مواجهة العدو؟ ألا تعتريك الخشية والرهبة؟» فقال لي: «ولمَ قد أخاف؟ عار عليّ أن أخاف من حثالة، ثم إنني أستمر بالذهاب في المعارك فإن كان خوف أول.. فقد ذهب منذ أمدٍ بعيد، وإن كنتِ خائفة عليّ؛ فأنا لن أموت!».
يال هذه المهزلة المضحكة، ولم عساه يخاف مني؟، أنا التي لا يمكن أن تطال يداي أصابع يديه ولا حتى وجنتيه، ولم أشتم رائحة عطره الذي هو بين جنبيه، كيف عساي أضره؟، ولمَ عساي أفعل؟.
أثرت عاطفته يوماً فقال لي «أتعلمين شيئًا؟ عندما أبتعد عنكِ فإنني أخاف، أخشى أن يحدث لي شيء ولا أستطيع التصرف، لم تكوني معي جسداً.. لكنكِ رحلتي روحاً أيضاً، أشعر بالضياع من دونك!، أنا لمَ أسطع أن أفرط بكِ أبداً، كابدتُ نفسي أن أتوقف عن حبك.. لأنكِ المُتأذي هُنا، لكنني كنتُ أنا من يرحل.. وأنا من يعود مجدداً، كنتِ أنتِ الصامدةَ القوية!... وأنا ذاك الضعيف الذي يُخشى عليّ من فرط حُبك، أنا خاويٍ من دونك، وكأنما كنت عائمًا في الفضاء، أيصلك شعوري الذي في أعماق قلبي بالرسائل؟، أيصلك حبي الذي فيّ على بعد أميال منكِ؟، أتشعرين بمقدار الهِيام الذي أشعر به؟، أنا حقاً أخاف منك، أمري في يديّ الله أولاً.. ثم في يديك.. ثانياً وثالثاً ورابعاً ومليوناً، لذلك أعتني بقلبي الصغير الذي بين يديك».
لا أعلم هل عليّ أن أكون سعيدة بأنك خائف مني؟ أم أحاول تهدئتك وطمأنتك؟.. أنت تصيبني بالحيرة دائماً...
٥:٠٣ م
٨ مايو ٢٠١٧
١٢ شعبان ١٤٣٨
- زوفتيل.

تعليقات