"أحبك"
هل تدرك أن هذه الكلمة لا تتلاشى؟ كجميع الكلمات التي تُنطق في هذا العالم، «آسف» ، «كيف الحال؟» ،«أتمنى أن تموت!» ، «أكرهك» و «أشتاق إليك»... جميع الكلمات منذ أن تخرج فهي تتردد.. تدور بسامعها هذا الكونَ الشاسع، كما تجول الريح فتجوب البلدان التي لم تعرف اسمَها، و تمر المحيطاتِ التي لم تزرها، و تعصف بالبيوت المهترئة.كلمتك ليست شيئًا لحظيًا فحسب، أراهن أنها ستبقى تجول في خاطره، وستتنقل بين حجرات قلبه الأربع، سيفكر فيها مليًّا وتشغل باله، ربما يكون المستمع لطيفاً.. وربما العكس! لكنها ستؤذيه.. كلمة واحدة قد تغير شخصاً للأسوأ، وتحطم حلم شخصٍ، أو كلمة واحدة قد تغير شخصاً للأفضل ، فيضع حجرَ أساسِ حلمه بكلمة.
أحسن حديثك، وعامل بالحسنى وإن كان عدوًّا، إذ ورد في القرآن الكريم: ﴿وَلا تَستَوِي الحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادفَع بِالَّتي هِيَ أَحسَنُ فَإِذَا الَّذي بَينَكَ وَبَينَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَميمٌ﴾ وهو كذلك.. سيحترمك عدوك.. ستكون غريمًا رائعاً! في كل الأحوال احرص على كونك شخصاً رائعا.كلماتنا ذات أثر، ذات وقع قوي، ربما لا نشعر بذلك حين قولِها.. لكن بإمكاننا النظر للكلمات التي توجه لنا سيئة كانت أو جيدة، الكلمات ستظل تخرج من أفواه البشر لآذاننا.. لكننا لسنا مرغمين على أن نُرخي سمعًا، وهبنا الله عقلًا لنميّز كل ما يُقال وما يُرى وما يُمسع، فلا تحبط إن قال لك أحدهم «يا فاشل» أنت فاشل في نظر شخص واحد، لماذا تؤثر بك كلمته ؟، إذا قال لك نفر من الناس «أنت فاشل» لا يقرّ ذلك بفشلك!يجدر بك تنقية الكلام المسموع.. فجزء منه بقلبك والآخر بعقلك ، اترك للمديح والكلام الحلو أن يتسلل بعضه لقلبك ؛فيفرح ، أما النقد البناء والانتقاد بشكل عام.. اسمعه بعقلك جيداً، ربما يكون قائله لا يفقه ما تفعل، لكن لابد أن له وجهة نظر مقبولة على أقل تقدير!
أنت من يحدد ما إذا كنت ستعمل بالكلمة أم لا، ما إذا كنت ستستمع لها بقلبك أم بعقلك.في نهاية الأمر يجب أن نستشعر كلماتنا وما تحمله من معانٍ، ومكانتنا عند من ينصتون لنا. فإن كنت قدوته العليا احسن قولك.. لأنه سينهج نهجك و يقتدي بك في غالبية الأمور..
٢٦ مايو ٢٠١٧
- زوفتيل
تعليقات
إرسال تعليق