رسول البهجة التخطي إلى المحتوى الرئيسي

رسول البهجة


عندما أقول لك وبدون مقدمات كيف أنك لطيف، أو كيف يبدو وجهك شمس هذه المجرة وسط مجموعة كواكب، أو لو قلت لك بأن الكلمات تبدو من فمك رائعة بعكس الآخرين، أو عندما أخبرك بأن طريقة مشيتك مبهرة كما لو كنت تصور فيلماً، أو لو قلت لك بأن طريقة لمسك للأشياء ظريفة، أو عندما أقول لك بأنني أحبك فجأةً.. فإنني لا أمزح..

الكلام الجميل لا يحتاج لمقدمات، لا نحتاج أن نقول خطاباً قبل أن نبوح بمشاعرنا لأصدقائنا أو من حولنا، لا يتطلب الأمر مناسبة أيضاً! يمكنك قول ما ترغب في الوقت الذي ترغبه، ومن تجربة.. الأشياء المفاجئة دائماً وقعها على النفس أروع وأكثر لمعاناً..
جرب أن تقول لأختك صباحاً بأن شعرها يبدو أكثر لمعاناً اليوم، جرب أن تخبر والدك بأن سيارته تبدو وكأنها جديدة، وأخبر أمك بعد قبلة على رأسها بأن يديها وإن قاتلت الأواني تبدو أكثر نعومة من الريش، أخبر زميلك في الجامعة أو العمل أو أياً ما كان يجمعكم.. بأنك معجبٌ بثيابه وذوقه في اختيار الثياب.. أنشر السعادة والحب فقط.. اسعى جاهداً لأن تترك نقطة سعادة في قلب كل من تقابل.. كن رسول البهجة!

بالتفكير بالأمر... لم دائماً نحتاج لمقدمات؟ لما على كل شيء أن يكون قبله مقدمة ومن يليه خاتمة؟ لماذا علينا أن نكون أكثر جدية؟ ما المقدمة التي تحتاجها لإخبار أخوك الصغير بأنه يمتلك ابتسامة مميزة؟..

مرحباً يا أخي.. تعلم؟ تركيب الابتسامات كهوليوود وهذه الأشياء باهضة الثمن كما تعرف! ولا يقوم بها سوى المشاهير والذين يظهرون على التلفاز! فكما تعلم تحتاج مالاً كثيراً لذلك... اممم لكنك تملك ابتسامة رائعة من دون أن تحتاج لإنفاق هللة واحدة..

أظن أن الإطراء احتاج الكثير من الوقت للوصول لقلب أخيك وكم هذا مخجل.. ومخزي.

في الحقيقة أنا من الأشخاص الذين يقدرون النزوات، صحيح أن النزوات في غالب الأمر غير مفيدة وربما تكون ضارة، لكنني أحبها،
عندما شعرت فجأةً بأن مشاعري تجاه أختي الصغرى أصبحت قوية... التفت لها وأخبرتها "أنا أحبك"..
لا يمكنني أن أصف لكم سعادتي حينئذ.. ولا يمكنكم تخيل ابتسامة أختي.. كانت كالنجوم.. أصبحت براقة..


انتابتني مرةً رغبة ملحة لإخبار صديقتي بأنني أحبها كثيراً كثيراً، فتحت هاتفي وأسرعت لمحادثتها، أخبرتها بما شعرت.. وودت لو كان إتصالاً لتسمع مشاعري عبر صوتي..


قال رجل : يا رسول الله، إني أحب فلاناً في الله ، قال: "فأعلمته؟ " قال: لا ، قال: " فأتهِ فأعلمه" ، قال: فأتاهُ فأعلمه ، فقال: يا فلان إني أحبك في الله ، قال: أحبك الذي أحببتني له.


ذهبت لمناسبة في الأيام السابقة، في كل المناسبات الجميع يبدو جميلاً ومهندماً.. لكنني أعجبت بإحداهن كثيراً.. أحببت تنسيق ثيابها ومساحيق تجميلها التي وضعتها..، بدت متناسقة جداً مع ثوبها، ذهبت فوراً وأخبرتها .. "تبدين رائعة جداً الليلة، أفضل من أي وقت مضى!".. كنا فرحتين جداً..


قالت لي صديقتي مرة، بأنها كانت تجلس كالعادة مع صديقاتها في وقت الاستراحة بين الفصول.. وبينما كن يتحدثن قالت إحداهن لها "ضحكتكِ جميلة جداً"..

عقّبت صديقتي لي وقالت "الذي قالته ليس بالشيء الكثير ولكنه أثر فيّ.. مضى على الحادثة أكثر من سنة ونصف.. ولا زلت أتذكر ذلك وتنمو السعادة في قلبي مجدداً"..


وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده وقال: (يا معاذ! والله إني لأحبك، والله إني لأحبك، فقال : أوصيك يا معاذ: لا تدعن في دبر كل صلاة تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ).
قال الحافظ ابن حجر في "بلوغ المرام" (ص/96): إسناده قوي.

وفي إحدى روايات الحديث – كما عند البخاري في الأدب المفرد: أن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم : ( وأنا والله أحبك )..

علينا أن نسعى لنشر البهجة والسعادة بين الناس.. وفي الحقيقة لا أدري بماذا تعرِّفون السعادة.. البعض يعرِّفها بالحصول على الكثير من المال، والبعض بالعيش في منزل رائع، والبعض قد يعرِّف السعادة بحصوله على وظيفة، والبعض بوصوله لحلمه وهدفه، وتتعدد تعريفات السعادة حسب طبيعة الشخص.. أو بحسب ما يفقد.. فالذي تمنى المنزل لابد أنه يعيش في منزل ليس جيد، ومن تمنى المال لابد أن حالته المادية ضعيفة، ومن تمنى وظيفة لابد أنه يعاني من حصوله على لقمة العيش، لذلك معايير السعادة تختلف من شخصٍ لأخر.. لكن.. جميعنا نتفق أننا نشعر بالسعادة عندما نسعد شخصاً، السعادة مرضٌ معدي ينتشر سريعاً!.. وما أحلاه من مرض!

لا أدري بماذا يمكنني أن أختم هذه المقالة.. لكن.. هل صادف أن قال أحدهم لك إطراءً مفاجئاً؟ أو هل أخبرت أحدهم إطراءً مفاجئًا؟ يسعدني أن أقرأ تعليقاتكم في خانة التعليقات..

لُبنى
1:41 ص
26AUG2017

تعليقات

  1. تعليقك يشجعني على الاستمرار.. وينشر فيّ السعادة 💗

    ردحذف
  2. دائما مبدعه ولكي من المدونه نصيب كبير ..انتي يالبنى احد رسل البهجة وان لم تتكلمي حروفك كفيله بصنع البهجة ..وفقكِ الله وأتمنى لكِ حياة سعيده ♥️

    ردحذف
    الردود
    1. هالتعليق اختصر كل شي كنت بكتبه ، صدق ي لبنى انتي احد رسل البهجه ، وكالعاده تبدعين بتدويناتك الجميله وتخلينا نتحمس للجاي اكثر واكر ، استمري وانا احبك 💜💜💜💜

      حذف
  3. بدون مقدمات.. أنا أحبك وأنتي لطيفه وتدويناتك رائعه وجدياً تلامس قلب كل من يقرأها،وأحبك من جديد ��.

    ردحذف
  4. كالعادة دائما مبدعة 👏 ❤❤.

    ردحذف
  5. دائمًا أحب ردة فعل الشخص عندما أباغته في ذكر أجمل مافيه. ملامح الدهشة والفرحة أجمل رد يكفي عن كل عبارات الشكر.. لذا أنا أيضًا من أصحاب النزوات وأقدرها.

    صحيح أنا أحب بداية المنتهى كثيرًا لأنها تشبهك❤.

    ردحذف
  6. على فكره انا دايما احاول اكون " رسول بهجه " احب اقول للشخص اذا اعجبني شي فيه او او .. الموضوع مرهه جمميلل .. وبالمناسبه أحبك ❤

    ردحذف
  7. وأنت أيضًا يالبنى رسول بهجة 💚
    تدوينتك رائعة نافعة جدًا لأي قاريء يمُر من هنا
    نواجه ذلك يوميًا ..
    وأبسط تفاصيل البهجة " الابتسامة ، والسلام .. "
    " الابتسامة في وجه أخيك صدقة / والحث على السلام على من عرفت ومن لم تعرف " ورد ذلك في أحاديث عن نبينا صلى الله عليه وسلم .. وذلك يصف عظم هذه الأمور البسيطة في النفوس 💚

    بالمناسبة : سعيدة لكونك كاتبة رائعة هكذا .. 💚

    ردحذف

إرسال تعليق