جلب الإيحاء والتمتع بصفاء الذهن.. شيء لا يحصل كثيراً! أعني ربما يصنف كـ نادر!.. أن تفكر بفكرة، ثم تصيغ الفكرة، ثم تعطيها رسالة هادفة لتوصلها.. شيءٌ في غاية التعقيد! وربما يوفقك الله وتنتهي من الفكرة وصياغتها وتبطينها برسالة في غضون خمس دقائق!، أو ربما وأنت ترتب سريرك.. تأتي الفكرة وتصيغ نفسها وترتب رسائلها وتقف أمامك بكل زهاء!، وربما العكس!
كم من فكرة رائعة.. أتعبت الكاتب في صياغتها، وربما يصيغها ويفشل في ذلك.. فتصاب الرسائل بعيب خُلُقي، وتصل للقارئ مريضةً تشكوا الهزال!..، فلا استفاد القارئ منها شيئاً.. بل قد يسيء فهم النقطة التي فشل في صياغتها الكاتب! وقد يبني القارئ على سوء فهمه هذا قواعداً ومعتقدات وأفكاراً وهذا والله خطبٌ عظيم!
أعني بهذا كله.. أن الأمر يصيبني بالتوتر!، ولا أدري حتى الآن.. لم بعض الأفكار سهل الصياغة وبعضها عسير وصعب.. ويحتاج فترةً طويلة من التفكير!
الأكثر صعوبة على نفسي هو فقد فكرة!، غالباً الأفكار تنساب لعقلك وقت الاسترخاء، وقت تناولك للطعام، وقت الاستحمام، وقت ركوبك للسيارة، أوقات هامشية.. لكنها مضخة الأفكار!..
أحياناً أتناول الطعام فقط لجلب فكرة! وغالباً ما ينجح ذلك! لكن فقط عليك أن تفهم طريقة جلب عقلك للأفكار.. ومن ثم استغل ذلك لصالحك!
بما أنني ذكرت الأفكار وجلبها وصياغتها.. فلابد أنني فكرت أيضاً
«ماذا لو انتهت الأفكار؟ ماذا لو توقف عقلي عن طرح أفكار جيدة؟»
.. لا أدري لكن هذا يشعرني بالإحباط أحياناً، وظننت أنني الوحيدة التي أعاني من هذا.. حتى قرأت تدوينة لصديقتي المدونة خديجة.. كتبت فيها ..
«ماذا لو انتهت الأفكار؟ ماذا لو توقف عقلي عن طرح أفكار جيدة؟»
.. لا أدري لكن هذا يشعرني بالإحباط أحياناً، وظننت أنني الوحيدة التي أعاني من هذا.. حتى قرأت تدوينة لصديقتي المدونة خديجة.. كتبت فيها ..
«كان التدوين تجربة جديدة بالنسبة لي، تعلمت خلالها الكثير من المهارات، وفي نفس الوقت استمتعت بالتدوين، وتمسكت بهذه الهواية وداومت عليها، التفكير في الإقدام على شيء لأول مرة مخيف ولكن بمجرد المحاولة فقد تزول بعض المخاوف، إلى الآن أخاف الإستيقاظ ورؤية أن المواضيع نفذت من العالم ولا يوجد أي شيء لأدوِّن عنه»
من المخيف جداً أن تفقد السبيل لهواياتك! والأشياء التي تفضل القيام بها! مهما كنت.. ومهما كانت الهواية.. ستؤلمك الفكرة لمجرد التفكير بها!
لو مثلاً كنت من محبي لعبة كرة السلة، وانكسرت ساقك وقرر الطبيب أن تتوقف عن لعب كرة السلة.. تجنباً للمشاكل التي قد تصيب ساقك، ماذا سيكون شعورك؟ وقد فقدت أحب شيء لقلبك، أحب شيء تمارسه؟ فقدت هوايتك!.. وهدفك وطموحك!، لطالما أردت أن تكون لاعب كرة سلة محترف لكن.. ليس بعد الآن..
الكتابة بالنسبة للكاتب ربما لا تكون هواية بقدر ما تكون حبًّا وشيئًا مفضلاً، وفي بعض الأحيان تكون هوساً..، الأفكار بالنسبة للكاتب.. كالساق بالنسبة للاعب كرة السلة، ما إن يفقدها.. فقدْ فقدَ قدرته على ممارسة الكتابة!، تتوقف أقلامه ويجف حبره، وتطير وريقاته..، وتنتهي أحلام "أفضل كاتب" أو "كاتب القرن" بالنسبة له، ويقف أمام هذا العالم بلا هدف وبلا سبيل لتخطي هذه المصيبة، يقف رافعاً يديه.. طالباً للمغفرة!
أن تنتهي أحلامك.. شيءٌ في غاية الفظاعة، والأكثر أن ينهيه بشري عادي يعيش وينتفس كأي بشري أخر، ولكن الاختلاف بأنه هدم حلمك بكلمة، وربما بفعل، لا أعلم أفظع من هذا التصرف!، وريما يجيئ بشري أخر.. عادي أيضاً.. يعيش ويتنفس كأي بشري أخر، ولكن الاختلاف أنه رمم حلمك وساعد في بنائه، ولا أعلم أفضل من هذا التصرف!
فكرت مرات كثيرة.. في السبب الذي يدفع محطمي الأحلام.. لتحطيمها، لكن.. لا أجد سبباً وجيهاً، وغالباً تكون حجتهم أمام ضمائرهم "لا يمكنه أن يحقق حلمه لذلك عليه التفكير بواحد أخر عاجلاً غير آجل"
ويهمسون في أذنك "أنا أفعل هذا لمصلحتك" ..
ولا أعلم من منحه الحق ليقرر ما إذا كان حلم ذاك الشخص.. ممكناً أو غير ممكن!، مفيداً أو ضاراً!
كل شيءٍ مع الإرادة.. الإرادة الحقيقية النابعة من القلب!... يكون ممكناً! كل شيء!
تعرفون جميعاً توماس أديسون؟ بالرغم أن فكرة المصباح لم تكن جديدة.. لكنها أرَّقت الكثيرين قبله!، فكرة الإضاءة بحد ذاتها ليست جديدة.. استعمل القدامى القناديل والسرج المضاءة بالزيت، وفي حقبة ما قبل أديسون بفترة وجيزة سعى بعض المخترعين والباحثين لصناعة مصباح يعمل بالكهرباء، ونجح واحد.. ولا أدري بالضبط ماذا حدث.. لكن يمكننا أن نعرف بعد مرور السنين أن اختراعهم أصابه خطبٌ ما، فأتى عصر أديسون وأخرج لنا مصباحاً يعمل طويلاً والأهم أنه يستمد طاقته من الكهرباء.
يعرف الجميع قصة أديسون.. لكن لننظر للقصة بزاوية مختلفة، عندما كان أديسون طفلاً وفي أوائل شهور دراسته في المدرسة تم طرده.. والعله المعروفة للجميع هي "فاشل وغبي"، غضبت أمه كثيراً من قرار المدرسة.. أرادت أن تدعم طفلها.. على الأقل بمنحه تعليماً كبقية أقرانه، فاجتهدت أمه في تعليمه في المنزل لوحدها، ودعمت أديسون الصغير، كبر أديسون وبالطبع توقفت أمه عن تعليمه.. وتمكن أديسون من الدراسة لوحده والقراءة والإطلاع، بعد سنين من العمل الجاد والدراسة يخترع الفونوغراف، واختراع يتلو اختراع، وبحث يتلوه بحث، حتى وصل عزيزنا أديسون للمصباح الكهربائي، فأعاد صناعته والبحث حوله وأصلح ذاك الخطب الذي لم ينجح السابقون في إصلاحه، وها هي المصابيح الكهربائية تنير طرقنا ومنازلنا، بعد أن كان يرهقنا الشمع والسراج.. بكبسة زر يضاء المنزل برمته!
أنظر لأثر أمه في حياته، بغض النظر عن كونها أمه... فقد بنت حلمه ولم تخبره بعلة طرده من المدرسة، واست طفلها الصغير وصنعت له مدرسة وفصلاً، كانت خير معين! وقد ذكر أديسون ذلك فقال "والدتي هي من صنعتني، لقد كانت واثقة بي؛ حينها شعرت بأن لحياتي هدف، وشخص لا يمكنني خذلانه"، متأكدة بأن أمه فخورة به كثيراً.
أمه كانت الجندي المجهول.. وذات البصمة الأكبر في نجاحه، لولا الله ثم دعم أمه.. وإرادة أديسون وشغفه.. لكان أديسون عالة على نفسه قبل أن يكون عالة على المجتمع، لأصبح عاطلاً وربما مدمناً،
دعم أم أديسون لأديسون لم يستمر لفترة طويلة، بضع سنون على ما أعتقد.. بعدها أكمل أديسون المشوار لوحده، ولكن مازال أديسون يذكر والدته وينسب لها الفضل.
دعم أم أديسون لأديسون لم يستمر لفترة طويلة، بضع سنون على ما أعتقد.. بعدها أكمل أديسون المشوار لوحده، ولكن مازال أديسون يذكر والدته وينسب لها الفضل.
فكر بالإمر.. لو دعمت أحدهم في حلمه سيتذكر دعمك حتماً، ولكن لو هدمته.. لن يتذكر ذلك غالباً.. سيصنع عقله الباطن سحابة سوداء على حلمه الذي لم يخطو خطوةً واقعية خارج عقله،
بذكر دعم الأحلام، البعض يعتقد أن الدعم يجب أن يبدأ من خلق الله لروح الشخص ونفثها في بطن أمه.. وحتى لفه بالكفن ومواراته للتراب! غير صحيح!
بذكر دعم الأحلام، البعض يعتقد أن الدعم يجب أن يبدأ من خلق الله لروح الشخص ونفثها في بطن أمه.. وحتى لفه بالكفن ومواراته للتراب! غير صحيح!
والبعض الأخر قد يقول "دعمت بعض الأشخاص فلما نجحوا نسوا فضلي!" في هذه النقطة يجب توضيح شيء.. ألا وهو النفع من الدعم المقدم للشخص، لو على سبيل المثال:
عرَّفت الناجح مثلاً على صديقك الذي يكون رئيس شركة ما وحاولت خلق علاقة جيدة بينهما، ثم ساعدته على الحصول على شهادةٍ ما، وأرشدته لدورة تدريبة مناسبة له، مع الأيام حصل صديقك الرئيس على وظيفة للناجح في شركته، واستثمر الناجح وجوده في الشركة وأصبح لديه نجاحات تلوَ نجاحات..
أراهن أن الناجح لن ينساك أبداً ولاشك أنه سيذكر رئيس الشركة أولاً.. لكنه سيذكرك بعده فوراً!
بينما لو على سبيل مثالٍ آخر:
لديك صديق ناجح أيضاً.. لكنه لم يعرف أين يستثمر مواهبه ومهاراته وبقي محتاراً ضائعاً، فقلت له "ما رأيك بالعمل في المجال الفلاني؟ ربما يروق لك الأمر" وتمضي راشداً، فيبحث صديقنا في المجال الذي ذكرته له، ويذهب ويأتي ويجتهد وعندما يستقر وينجح فعلياً ويستثمر مواهبه ومهاراته بجهده الخاصة وبمشروتك الصغيرة الواسعة الأفق، تقف في الزاوية طالباً أن يذكر اسمك جواباً لسؤال المذيع "من داعمك السبب وراء نجاحك؟"، لا يمكن يا صديقي! لا يمكن!
لديك صديق ناجح أيضاً.. لكنه لم يعرف أين يستثمر مواهبه ومهاراته وبقي محتاراً ضائعاً، فقلت له "ما رأيك بالعمل في المجال الفلاني؟ ربما يروق لك الأمر" وتمضي راشداً، فيبحث صديقنا في المجال الذي ذكرته له، ويذهب ويأتي ويجتهد وعندما يستقر وينجح فعلياً ويستثمر مواهبه ومهاراته بجهده الخاصة وبمشروتك الصغيرة الواسعة الأفق، تقف في الزاوية طالباً أن يذكر اسمك جواباً لسؤال المذيع "من داعمك السبب وراء نجاحك؟"، لا يمكن يا صديقي! لا يمكن!
على غرار ما سبق.. أنا أؤمن أن إيجاد حلم في حياتك.. معجزة! كرامة من الله للبشر أجمع، الحلم شيءٌ في غاية السمو.. وفي غاية الرقة والهشاشة!
وبالعودة لهادمي الأحلام، أولاً ضع في عقلك بأن بناء حلم وخلقه لشخص أخر لا يتطلب إلا كلمة واحدة على الأقل، مدحه، أو ربما رسالة، وبالمقابل هدم الحلم يتطلب ذات الأشياء.
لنأخذ مثالاً، أحد أقاربك لتوه تعلم قيادة السيارة، وفي سنتين وقع في كثير من الحوادث، وبالطبع لصديقنا الصغير هذا حلم كأي بشري أخر! أراد صديقنا أن يكون طياراً مدنياً، لكنك وبكل برود تأتي ناحيته وتقول "تعلم كيف تقود السيارة ثم فكر بالطيران!" وتولي مدبراً، ويولي حلم الصبي الصغير معك، لقد قتلت حلمه، جلس صديقنا تلك الليلة في حجرته وبدأ يفكر بجدية حول (حلمه) وما إذا كان أهلاً لهذا الحلم حقاً! ويراجع حلمه وخططه المصاحبة للحلم، ولو كان صديقنا لايمتلك شخصية قوية فأنا أراهن أنه سيطوي صفحة حلمه، وربما لا يفعل! ربما لا يتوقف عن السعي خلف حلمه.. لكن كلمتك تلك أحدثت شرخاً.. وشرخُ غيرك.. وغيرك وغيرك.. من الممكن أن يهدم الحلم.. ويفلق صخرته!، ويبدأ خوض حياة بلا هدف وبلا هدى.. بحثاً عن ذاته.. بحثاً عن حلم! ذاك الحلم الذي قتلته أنفاً!
ويختصر هذا حديث الرسول صلى الله عليه وسلم "قل خيراً أو أصمت".
وجود الحلم له لذة عظيمة، إسأل أي شخص ناجح.. أو في طريق النجاح، أسأل كل من يملك هدفاً.. أسأله "كيف شعورك عندما وجدت حلمك؟"، شعورٌ في غاية الروعة! القرار بحد ذاته مبهج! في غاية السمو والجمال! لم ولن يُنسى!
١١:١٢م
السبت
٢٥ ذو الحجة ١٤٣٨
١٦ سبتمبر ٢٠١٧
السبت
٢٥ ذو الحجة ١٤٣٨
١٦ سبتمبر ٢٠١٧
تعليقك؟
ردحذفوكُل شخص لديه حُلم سيواجه شخص فارغ يقول له كلمات عابرة تكون كقوة فأس على جذع شجرة ..
ردحذفإن نصيحتي إلى كل شخص لديه حلم ، اجعل من المحبطين شعلة قوة لك .. وتحدي .. لكي تقف يومًا وتقول ها أنا وهذا حُلمي .. احلم واكتب حلمك واجعله هدف وارسم خطتك وسر إلى الأمام .. ومن سار على الدرب وصل . ✋🏻💚