لا تنسَ خريطتك التخطي إلى المحتوى الرئيسي

لا تنسَ خريطتك

قرأت مرةً رسالة كان فحواها: "‏عندما تشعر أنه لا يوجد هدف من استيقاظك، عد الى النوم"
غير صحيح! كلا! ابحث عن شيء، ابحث عن شغفك عن حلمك، امض حياتك في البحث عنك، أنت الوحيد الذي تستحق أن تهدر وقتك الثمين وعمرك القصيرة في البحث عنك!




إن لدى كل بشري.. وحتى الحيوانات والجمادات.. أهدافاً ساميةً دنيويةً خالدةً راسخةً في أذهانهم ومستقرةً نصب أعينهم!، لا أحد منا لا يملك حلماً، لكن ليست كل أحلامنا جريئة، كل من يجيبك على سؤال "ما هو حلمك؟" بـ"لا أملك".. لم يجبك بشكل صحيح.. هو يمتلك حلماً لا ريب، تنفخ روحك وأنت في رحم أمك.. ويكتب أجلك وشقيٌ أم سعيد، وتكتب مقادير حياتك التفصيلية وقد سبق وكتب الله حياتك بما تحتويه من تفاصيل في اللوح المحفوظ، إذاً فإن أحلامنا تولد معنا، وتكبر أحلامنا وتتشكل وتنضج وتنقسم عندها لنوعين، أحلامٌ خجولة وأخرى جريئة!، ومن أجاب بأنه لا يملك حلماً.. فهو يمتلك حلماً خجولاً جداً، خائفاً متوجساً، يخشى الأضواء، ولا يمكنه تحمل النقد أو التشكيل من جديد، واللبيب من دفع حلمه لمنصة/مسرح *النقاش*، الذكي المستغل لوقته وعمره هو من يبادر فيبحث ويشجع حلمه على الظهور!، هو من يدعو الله دوماً وبإلحاح "استعلمني يا رب! استعملني في الخير، في نصرة المظلوم، في قول الحق، في رفع راية الإسلام، استخدمني يا رب!"، اللبيب هو من فطن لضرورة وجود الحلم مبكراً في حياة الإنسان، فما رأيك بمن يدخل متاهةً بلا خريطة؟ وأخر قد رسم خريطته بنفسه؟ فمن منهما سيجتاز المتاهة في أقل وقت، وبأكبر إنجاز؟! لذا لا تنس رسم خريطتك!

إن الحديث عن الأحلام ذو شجون، ولا يمتلك هذا النقاش سبباً للتوقف!، وهذا ما يثيرني فعلاً للخوض فيه!، وخصوصاً أن بالأحلام تبنى الأمم، بالطموح تحيا الحضارات، بالأهداف السامية يرفع الله من شأن الإنسان.

وبذكر ذلك.. فإنني أود أن أنوه أن الأحلام عدوى!، كنت أشك في ذلك.. لكن حالياً.. أنا أؤمن بذلك!، كمثال بسيط.. عندما يعاشر أحدهم صاحب حلم.. لنقل مثلاً أن صاحب الحلم يود أن يكون رساماً!، وصديقه.. كان حلمه خجولاً مما منع ظهور حلمه وبروزه في العلن، فالأحلام الخجولة وحتى الجريئة.. كلهن يخلجن أمام الحلم الأقوى، أمام الرغبة الصادقة في النجاح! كلهن يخضعن لحلم الرسام.. ويخشين إن خرجن.. ألا يكن بقوته! فيهزمن! وهذا ما دفع صديقنا لأن يدفن حلمه وموهبته في.. في الكتابة مثلاً!
وبما أن حلم الرسام كان قوياً! فإن صديقنا يود أن يمتلك حلماً بذات قوته فظن أن الرسم هو الحلم القوي.. هو الحلم الذي يهزم جميع الأحلام والمواهب!، فسلك صديقنا طريقاً ليس بطريقه، سلك سبيلاً لم يضع الله له فيه نجاحاً.. إنما منحه الله القدرة على الكتابة، والتشبيه الدقيق الموجز، ومكنه من كتابة جمل بليغة جداً.. وسهلة في آن!، لكنه قد غفل عن هذا! وأخذ يستقبل عدوى الرسم.. بكل سرور!


مرةً بعث لي أحدهم.. "كيف أجد حلمي؟ أعني كيف أعرف أنني أقوم بما هو ليس لي؟ وأن حلمي الحقيقي وموهبتي الحقيقة.. في شيء أخر؟"
ببساطة.. جرِّب!، لن يأتيك الحلم ويمسك بيدك، ولن يراسلك عبر حسابك في التويتر، وبالطبع لن يتصل بك!، عليك البحث عنه! فالحلم غالٍ!!، الحلم ليس شيئاً نجده بسهولة، الحلم شيءً نقضي حياتنا بحثاً عنه!، الحلم ليس شيئاً عابراً.. شيئاً سينتهي شغفك حوله!.. الحلم أن تمارسه في جميع الأوقات.. وجميع الأماكن، الحلم.. شيءٌ لا نخجل منه، بل نقف فخراً أمام الجميع ونصرخ: "ها أنا ذا! وها هو حلمي قد تحقق!"


وقبل أن نبحث عن أحلامنا.. على الإنسان أن يبني ذاته، وأن يعرف نفسه جيداً، وأن يعرف نقاط قوته.. من ضعفه، نقاط مهارته وما يبرع فيه من غيرها، فالحلم.. شخص بشخصية أخرى.. وأنت لديك شخصية أخرى، فكيف تريد أن تفهم حلمك وتفكك شفراته.. وأنت لم تفكك شفرات ذاتك؟!




ولأجل ذواتنا المتعطشة للحياة السعيدة، علينا أن نضحك!، أن نبتسم كثيراً، أن نبكي كثيراً، أن نغضب.. لوحدنا، أن ننام وقتاً أقل، ونختلي بأنفسنا وقتاً أكثر، أن نمتحدنا، ونوبخنا، أن نعاقبنا ونكافئنا، فالنفس.. كالطفل! تتشوق للمكافأة.. وتتعظ من العقاب.

أنت شخص استثنائي ومميز!، وتمتلك الكثير من الإيجابيات التي تميزك عن غيرك، ولديك نجوماً خاصة بك!، ومحيطك يملك أكبر فلكٍ ومدارٍ للنجوم السماوية.
امتدح نفسك! أنت محور كونك! أنت الشخصية الرئيسية في حياتك، فعلى ماذا السلبية؟ وماذا ستحصد غير الضياع والكئابة؟ لا شيء! ستموت ضجراً!

وعلينا يا صديقي أن نعرف جيداً أننا لسنا عبثاً، لسناً شيئاً وجد في هذا الكون المتناهي في الدقة.. باطلاً!، نحن شيءٌ عظيم! شيءٌ استغرق دراسته من الانسان بلايين السنين.. وعلى الرغم من طول المدة لم ينجح الانسان من فهم كل شيء في تركيبه، وأن تعرف أيضاً أن الله قد خلق لك الكون.. {ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثيرٍ ممن خلقنا تفضيلاً}، في هذه الآية يتجلى كرم الله لك، كيف وأنه اصطفاك وخلقك بشراً.. وخلق الجبال جبالاً، والدواب دواباً، والنبات نباتاً، ولكنك كنت انساناً عاقلاً!، لذا.. يجب أن تشكره على هذا، وأن تحترم كونك بشراً، وأن تستوعب فكرة.. أن الله خلق كل شيء.. لأجلك! لأجلك أنت فقط!

يجب أن يقتنع الإنسان أنه يستحق حياة رائعة ومستقبلاً مثالي!، وعلى غرار ما سبق.. فإن السلبية محرَّمة في مجال الأحلام، فلا شيء ممنوع ولا يوجد حلمٌ خاطئ.

الحلم يا صديقي.. شيءٌ نحتمي به، شيءٌ في غاية السمو، شيءٌ سماوي.. منحنا الله إياه.. لنعمر الأرض.. لنحقق جزءاً من هدف خلقِتنا في الأرض، عبادةً لله، وعمارةً للأرض، ونفعاً للعباد ونشراً للإسلام، ولذلك.. فإن الله خلق في قلوبنا رغبة في الوصول، رغبةً في النجاح، شغفاً نحو المجهول، ونفساً طويلاً في أعماق ذواتنا، ولأننا.. أمة محمد مطلوب منا تبليغ الدين.. فإننا يجب أن نفهم ذواتنا ونعالجها ونفهم ديننا بشكل صحيح.. لننجح في دعوة الأمم، لننجح في نشر هذا الدين العظيم، لننجح بالإسلام.. لا بدونه!



*ملاحظة: الحلم والصدق ، والنجاح والعمل شروطٌ يجب على من يود التفوق التحلي بها، فالحالم يرنو للنجاح، وأصل النجاح حلم، والصادق سيعمل، والعامل صادق، والذي يود تحقيق حلمه سيصدق فيه ويعمل ليجد النجاح!




 ٩:٣٥ صباحاً
السبت ٧ ربيع الأول ١٤٣٩
١٧ نوفمبر ٢٠١٧

تعليقات

  1. قلة التعليقات تحبط الكاتب يا رفاق 😭🌻...

    ردحذف
  2. لتصبحِ كاتبة ، لاتنتظرِ تعليقات .

    ردحذف
  3. كالعاده موضوع جميل وكلام جميل): اعجز عن وصفه .. أبدعتي ❤

    ردحذف
  4. جميل جداً وشكراً لأبداعك ��

    ردحذف
  5. تدوينة جمييلة وملهمه جدًا 😍💓
    هاذي أول مره أزور فيها مدونتك وأبهرتني كتابتك تبارك الرحمن، استمري لبنى 🌹

    ردحذف
  6. اشغلتني الجامعة عن قراءة المدونة .
    فيه كمية امل وتفاؤل لدرجة عظيمة جدا جدا .
    بس عندي سؤال كيف يعرف الإنسان نفسه؟
    وطريقة ذكرك ل انه لا يوجد حلم خاطئ ثم ذكرتي ان الحلم شيء سماوي منحنا الله اياه لنعمر الأرض جدا جميلة ، أعجبتتي .
    واتمنى لك التوفيق دائما وابدا، وانتظر مدونتك الغاضبة بشوق ، اعجلي علينا بها .

    ردحذف
  7. نبذتك عن نفسك ..اسرتني ..شكراً للجمال الذي سطرتيه

    ردحذف
  8. جميلة المقالة وان كنت اختلف معك في بضع نقاط
    كلماتك تحمس الاخر
    دمتي
    تحياتي

    ردحذف
  9. كتاباتك مُبهرة لبنى����������بكل تدوينة اقرأها اندهش أكثر مااعرف كيف اوصل لك مدى إعجابي بكتاباتك لاني فاشلة بالتعبير أو بالاصح لان مافيه شي يصف الروعة اللي فيها ، شكرا لك جدًا

    ردحذف

إرسال تعليق