23 أكتوبر /
إني أشعر بالتعاسة تغشى قلبي، أشعر بالفراغ والضياع كشعور مهيمنٍ ومسيطرٍ على قلبي.. هذا القلب المَكلوم الضعيف.. المضطر للنبض تقريباً لـ١١٥٢٠٠ مره يومياً!، إنه من المتعب التفكير بأنني أحمل قلباً يبذل كل هذا الجهد وآتي أنا فأبدده بأفعالي السخيفة السيئة، إني أعرف جيداً كيف ينظر الناس للأشخاص السيئين، أعرف جيداً شعور أولئك السيئين.. فأنا فتاة سيئة، أنا ذلك النموذج المثالي للسوء.. ليس وكأن الموضوع كان باختياري!
17 نوفمبر /
أمي تقول لي دائماً "عباراتكِ مضحكة" وتقول صديقتي أحياناً "لستِ سيئة لكن لا أحد يعرفكِ جيداً، لا تسمحي لهم بتقييمكِ وحاولي جاهدةً إظهار الحسن"، يا صديقتي لو كنت أستطيع ذلك لما كنت فظة كما الآن!، إن من آيات الدنيا العظيمة أننا لا زلنا أصدقاء، أفكر مطولاً كل ليلة في أول لقاء جمعنا، ذلك اليوم الماطر بالنسبة لي .. الخريفي بالنسبة لكِ، يوم أن كان الملل يقتلكِ .. وكان الحزن والفوضى يقتلاني.. ولا زالا يا صديقتي، لكن على الرغم من تصرفاتي السيئة حولك، على الرغم من أنني فظة وغير لبقة، على الرغم من كل ذلك.. لا زلتِ تبتسمين في وجهي كل يوم، وتخبرينني ذات شتاء "صباح الخير" فيغدو الثلج ماءً وتزهر مجدداً شجرة الياسمين!
كل الفتيات في الصف يتجنبنني، ودائماً ما أسمع كلماتٍ سيئة تقال عني خلف ظهري، أنا أيضاً انسان كما تعلمون.. يؤلمني ما يؤلم الآخرين، حتى السيء يؤلمه أن تخبره أنه سيء، أتظن يوماً أن الأشخاص السيئين يعجبهم حالهم؟ أو أنهم فخورين بذلك؟ أتظن أننا سعداء بأن الآخرين ينظرون لنا هكذا؟ أنا.. لم أعد أطيق ذلك..
20 ديسمبر /
أخبرت أمي على مائدة العشاء اليوم "أنا لن أخرج من المنزل بعد الآن"، ارتعبت أمي من ذلك، وحاولت ثنيي بكل ما تملك، لكن لا.. إنه أمرٍ قد فرغت منه، أنا أشعر بالتعب في قلبي، أنا لست سيئة أبداً!، أنا أحب الفواكة وأحب مشاهدة الأفلام الرومنسية، أحب الأزهار وأتمنى لو تصلني باقة ورد كهدية، عشائي المفضل هو الدجاج أيا كانت طريقة طهوه، وأرقص فرحاً حينما يعود أبي من رحلة عمله، أنا لست سيئة!، أنا ككل الفتيات في العالم.. فلماذا ينظر لي العالم هكذا؟
4 يناير /
يا أمي.. إن أسوء ما قد يحصل هو ألا نستطيع إظهار حقيقتنا، أن نفشل في إخبار الآخرين من نحن، يا أمي.. حتى أنتِ تتظاهرين بأنكِ تحبينني.. أعرف هذا جيداً، يا أمي لم أعد أعرف كيف يجب أن تسير الأمور، ضاعت بوصلتي وفقدت القدرة على الرؤية، أنا حزينة جداً.. حزينة وكأن حزن البشريةِ أجمع يقبعُ في قلبي، يا أمي ألا تتوقف الدموع يوماً؟ أتذكرين القصة التي قرأتيها لي منذ عشر سنوات قبل نومي؟ ذلك السطر الذي يقول فيه كاتب القصة "إن الدموع تغسل ذنوبنا وسوءنا كما يغسل المطر الأراضي القاحلة فتغدو سهولاً" يا أمي لماذا لم تفرَغ دموعي من الغسيل بعد؟، يا أمي.. أنّا لي العودة لأغدو طفلة تحكي أمها لها الحكايا وتقبلها صباحاً؟ .. يا أمي.. كيف آلت الأمور لهذا النحو؟
18 فبراير /
لماذا تغدو الأمور أصعب كلما كبرنا، كلما ازددنا يوماً وعاماً في هذه الدنيا؟ وكأنها ضريبة البقاء يا أمي، لماذا على المرء أن يُنهَك لهذا الحد؟ أن يرهق أشد الإرهاق؟ أن يرفع العلم الأبيض مستسلماً ولازال القصف مستمراً؟، أيا أمي.. أيعيش البشر أجمعين كما أعيش؟ أيبكون دوماً حتى تغرقَ وسائدهم، أيملكون عيوناً سوداء أرهقها البكاءُ والسهر؟ أيملكون قلباً هشًّا مثلي؟ أيملكون عقلاً مرتجفاً كما أملك؟ أيعيش كل البشر كما أعيش؟ ويستمرون في الحياة؟ ويطلبون الخلود وينشدونه؟
إن الخلود أسوء ما قد يحصل عليه المرء، كلما عشنا سنيناً، كلما فقدنا أشياء وأشخاص نحبهم، تألمنا، زادت ليترات دموعنا، شحبت وجوهننا وهَرِمنا، ويصبح الأمر صعباً جداً للاستمرار.
سنةٌ تتلو سنة وهذا القلب يزداد هشاشه.. ويهلكه الشوق للأشياء وللماضي، فقلبنا البشري يتعلق بكل شيء يصادفه، حتى محل الكعك في الشارع الخامس.. لازلتُ أود زيارته لكن الفرصة لم تتح لي.. لأنه سيكون قد هدم بالفعل.
إن الخلود أسوء فكرة خطرت على بال البشر، وأسوء ما قد يلده هذا العالم، ما النفع من الخلود؟ ألا يود أحدهم أن يأخذ قسطاً من الراحة (للأبد)؟، إنني أعتبر الموت أكثر المكافآت عظمة!، إن الموت كتذكرة طائرة متجهة لجزيرة سياحية في غاية الروعة والهدوء، أن يأخذ المرء إجازة من كل الفوضى والضجيج الذي يخلقه الانسان بكل كدٍّ وتعب وشغف يدَّعيه، إن الموت كراتب تقاعدي، أو كوظيفةٍ لرجلٍ أرهقته مقابلات العمل الفاشلة، الموت ليس بهذا السوء الذي يصفهُ الآخرين، إن الموت شيء جيد.. إنه كولادتك تقريباً!، الولادة تمنحنا فرصة لنبذل جهدنا، والموت يشكرنا على جهدنا ويمنحنا راحة، إني أكاد أجزم أن كل من ماتوا سعيدون الآن، وهم بالتأكيد أكثر سعادةً من الأحياء.. عدى من أخزاه الله بسوء عمله، إن الموت ليس بالسوء الذي تصفون.
26 مارس /
أيقنت بعد تفكير عميق أن جميع البشر يملكون "سوءاً"، لكن توجه سوئهم يختلف من شخص لآخر، بعضهم سوؤه يتجه ناحية العمل، والآخر باتجاه عائلته، والآخر يذهب إلى زوجه، والبعض سوؤهم يكون غلافاً لهم أينما حَلُّوا، فعندما يقابلهم المرء يبدو وكأن على جباهِهم وسماً يقول "سيء"، وكأنه قد حُكم علينا سلفاً بالسوء.. وما لنا حيلةٌ لنرده، لذلك قررت أن أجعل شعري ينمو.. ينمو.. ولن أقصه.. لعله يحجب قليلاً من هالة السوء التي تحيطني.. لعلي أنجو.
إن أسوء شيء يقوم به الإنسان هو الحكم على أحدهم من خلال النظر له من بعيد ولمدة عشرة ثواني، لتحكم على أحدهم تحدث معه، انظر لوجه بتمعن، لثيابه، لطريقة كلامه، ثم عندها أحكم كيفما تشاء.
3 أبريل/
إن (الشخص السيء) هو الشخص الذي يتعمد السوء ويسعد بفعله، لكن الشخص (الواقع في السوء) هو من يقع في التصرفات والأقوال السيئة رغماً عنه بسبب قلة توفيقه وقلة حظه، وبعد تفكير عميق.. كلاهما يمكنهما النجاة!، كلاهما يستطيعان التحرر من هالة السوء التي تغشاهما!، عليهما فقط أن يفكرا قبل أي فعل أو قولٍ يصدرانه، أن يسألا الله دوماً أن يساعدهما، أن يطلبا المغفرة من الأشخاص الذين تأذوا بسببهم، أن يبتسموا .. ويساعدوا الناس أكثر، وأن يسيروا في الحياة وهي أبخس شيءٍ لديهم.. أن يفكروا مطولاً (كيف يعمُرون حياتهم في الآخرة؟).
إن قلة التوفيق تكون رداً عكسياً للابتعاد عن الله، ومن اقترب من الله ما عساه يخسر؟ بل (ما الذي لن يربحه؟).
________
لبنى
الأربعاء - ١١:٣٠ص
13 شوال 1439 / 27 يونيو 2018
مذكرات... أحال كل مذكراتها هكذا؟ أتسائل....
ردحذفرائعه جداً 👍🏼✨
ردحذفعظييييييممممه جدااً جداً لمست قلبي استمري بهذا بطله
ردحذفلا أفهم لماذا تشعرين بكل هذا السوء؟
ردحذفلكن أرجو أن يغمرك السلام يوما ًً.
18 فبراير ابهرتني بشدة لانها تشبهني
ردحذفصدق منطوقك..