بمناسبة عدم وجود مناسبة..
إنني أحب هذا العالم، أحب هذا الخوف الذي يخلقه الموت في قلبي، أحب كوني مترددة في التصريح بمشاعري.. أحب كيف أني اعترف بما في جوفي.. بكل اهمال.. في لحظاتٍ كان علي أن لا أقول "مرحباً" حتى!، أحب جداً كيف ينمو الحب بين الناس، كيف يتجول الحب وينثر كرمه في الأرجاء، كيف أن هذه الحياة وهذه الخليقة أجمع.. تعيش بحثاً عن حبٍ ليسكنوا إليه، بحثاً عن ملجأ في أيام العواصف، بحثاً عن معطف في الأيام المثلجة، بحثاً.. عن المزيد.. المزيد من الأشياء الخاصة بهم، أحب كيف أن المودة تُخلق بابتسامة، كيف أن المحبة تولد من رحم المشاكل والمواقف السيئة.
دائماً عندما يمر بجواري الحب متجسداً في أب يشتري خمس علب من البسكويت المفضل لابنته، أو متجسداً في زوجٍ يخطط لحفلة من أجل تخرج زوجته، متجسداً في أخٍ يقتسم مدخراته مع أخيه الصغير الذي لا يفقه معنى الادخار حتى، .. عندما يمر بجواري هذا الحب.. أقف متأملة.. هل يعلم الطرف الآخر في هذه العلاقة عمق المشاعر المحمولة تجاهه؟ هل على الأقل يعرف جيداً.. أن هناك من "يهتم لأمره"؟ أو أنهم عندما يبكون -لأي سبب- يقولون أثناء بكائهم "لا أحد يهتم بي!!".. هل يقولون هذا؟
بمناسبة عدم وجود مناسبة، علينا الالتفات للطرف الآخر، يجب علينا أن ننظر للوراء ولو لمرة، أن نعرف من خلف كل هذه القوة والدعم؟ من خلف سعادتنا.. أو من خلف روتيننا الذي لا ينغصنه سوى انتهاء رقائق الذرة في الصباح!
أن لا نكون منزعجين من أي شيء، أن يكون روتين حياتنا مستمراً.. بعاديته دون أن يعكر صفو روتيننا أي شيء.. علينا أن نشكر من خلف ذلك.
________
حاشية:
فكرت بالعنوان مليًّا.. وربما تكون هذه أطول تدوينة أتأخر في نشرها بسبب ضياع العنوان من عقلي، حتى منَّ الله عليّ واهتديت لهذه الأبيات للشاعر محمد عبدالباري، فاقتبست منها الشرط المكتوب في العنوان..
- لماذا هذا الشطر بالذات عنواناً لهذه التدوينة؟
أظن أنه أشعرني بنوع من الألفة والدفء الذي أسعى لإيصاله عبر هذه التدوينة، أيضاً.. تذكرت المطر.. المطر الذي يجيء فجأة فتبتهج الأرض بما حملت لقدومه، لم يكره أحدٌ مباغتته إياه، لم يتضجر أحدٌ من مفاجأته، تضحك الأرض والنبات والدواب.. وكل قلوب البشر..
لذا.. فلتكن كالمطر..
- لبنى الثقيل
الخميس 13 جمادى الثاني 1439 ه
1 مارس 2018
جميل جدا
ردحذف