ليلة شتوية التخطي إلى المحتوى الرئيسي

ليلة شتوية



في ليلةٍ شتويّةٍ باردة قال عنها خبراء الطقس أنها قد تكون أخفض درجة حرارة تمرّ على المدينة..
تحضَّرَت وارتدت ثياب النوم الثقيلة، اضطجعت وتدثرت بغطاءٍ من فرو دافئ، من فوقه غطاءٌ حُشي بالاسفنج السميك.
نسيت أن تغلقَ النافذة، لكن كان من الصعب عليها أن تتخلى عن كل هذا الدفء لتواجه الهواء البارد الجاف؛ لتغلق مصدره..
عقلها المرتجف رفض الفكرة واقترح عليها أن تتكور حول نفسها وتَدُسَّ رأسها تحت طبقتي الغطاء وتتجاهل النافذة،
ففعلت.

بعد أن هدأت تحت غطائها وبدأ الجو يصبح أدفأ، أخذت تفكر.. بحياتها، بالواقع الذي تواجهه كل يوم..
باليوم الذي أنهاها قبل أن تنهيه، بنوبة البكاء والحزن ظهيرة اليوم..
بأمنياتها المتراكمة فوق رفوف الأحلام..
كل صباح ترفع رأسها لتنظر إليها.. هي أمنياتها..
لكن لا ارتباط لها بتلك الأمنيات سوى برغبةٍ دفينة في روحها؛ روحها اللاهثة مدعيةُ السعادة، التي مضى عليها الزمان وما زادها إلا ضعفاً..

يطول تفكيرها.. تخمن أنها قد أمضت نصف ساعة منذ أن خلدت للنوم..
تخرج رأسها من بين الأغطية لتتأمل السقف، تتنهد ثم تهمهم قائلة: "لا فائدة من النوم مبكراً"
متظاهرةً حول الحزن الذي ألجأها للنوم عنوةً لتضع نهايةً ليومها المرهق..
تبتسم ابتسامةً شاحبة ثم تقول "حتى هذا التفكير.. لا فائدة منه، لن يحل شيء".

وبين موضوعٍ وآخر، وموقفٍ تحاول مراجعته لتكتشف للمرة السادسة أنها لم تخطئ، وأنها في موقع المظلوم..
ربما بكت، وربما غفت بين كل هذا وذاك..
ولاحقتها كل هذه الكوابيس الواقعية لعالم الأحلام.

ارتجفت من البرد لوقتٍ من الزمن..
ثم سَكنَت فجأة..
عندها فقط صارت أكثر حرية.


تعليقات