مساحةٌ حرّة التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مساحةٌ حرّة




هذه التدوينة ضمن تحدي نافذة المدونات فرع التحدث عن هواية أو مهارة

مرحباً برواد هذه المدونة، قبل الانغماس في هذا التحدي فكرت طويلاً.. هل سيكون كسراً لجدية الأدب والرواية أن أتحدث بعفوية في هنا؟ في الواقع لا زلت أرى أنه كذلك، لكن لكثرة تردد بعض الأسئلة علي.. التي لن أستطيع الإلمام عند الإجابة عنها.. فلقد حاولت وفي كل مرة كان يخرج جانب جديد للجواب.. ولأن نفسي تتجلى وروحي تبدو أكثر صفاء وشفافية عند الكتابة.. قررت أن أضع جواباً أساسياً على الأقل، فمن الممل أن تحتمل الأسئلة جواباً واحداً لا يتغير -صياغةً أو معنى-، على كلٍ..
السؤال الأول الذي وردني كان :

لماذا تدونين؟

الحقيقة أنني قبل إنشاء المدونة، كانت لدي فكرة بإنشاء منصة للكتابة، أو شيء كتدوين اليوميات المصورة.. بالفعل نجحت بالأخيرة ودونت يومياتي بالتواريخ.. وكان لا بد من انقطاع في بعض الأيام والفترات، لكن بالعموم.. استمريت بالتدوين اليومي لأحداثي اليومية ومشاعري وتخليد لمواقف مرت بي من خلال منصة التويتر وعلى حسابي الشخصي..
أما التدوين الأدبي، فبدأتُه في التويتر كذلك عبر تغريدات قصيرة.. شيئاً فشيئًا طالت، تحولت لمنصة أخرى كتبت فيها لكن لم تعجبني كثيراً، وكآخر حل بحثت عن أفضل مواقع التدوين فقفزت (بلوقر) إحدى منتجات قوقل أمامي.. وها أنا أقابلكم من خلالها..
كان إنشاء مدونة أمراً يبعث بالتوتر في قلبي، ترددت كثيراً، قرأت عن المدونات الإلكترونية، فكرت طويلاً ولمدة لا بأس بها.. في النهاية أنشأتها! ولَكم أحمد الله على ذلك..


السؤال الثاني:

لماذا بداية المنتهى؟

الحقيقة أن فكرة الكتابة والتدوين سواء الأدبي واليومي كان نتاج ظروف صعبة مررت بها، لا أقول ذلك من راس جبلٍ وبوقفة بطولية على حافته.. لكن في تلك الفترة كان التعبير فيها عن شعوري الصادق صعب، صعبٌ جداً، أمور كثيرة كانت تحول بين وبين الوضوح والصراحة، كانت فترة حزينة بحق، لم أستطع الكلام، وقضيت وقتي بمطالعة الكتب.. لم أقرأ الكثير لكنه كان عذراً جيداً لكيلا يبدأ أحدٌ بالحديث معي، بعد أن انتهت هذه الفترة شيئاً فشيئاً عدت لأتحدث، لكن لا زال التعبير الذاتي صعباً، في الواقع حتى الآن.. لا زال صعباً، ربما ذلك عائدٌ لكرهي شرح نفسي أمام الآخرين؟ لا أعلم..
المضحك أن الجميع يظنونني شخصاً واضحاً سهلٌ قراءةُ عقله، لكنها كانت مجرد تخفف من الضغوطات.. سيكون صعباً أن اضغط عقلي ولساني في الوقت ذاته!
على كلٍ.. قررت بداية أن أكتب تغريدات لكن أطول بقليل، كنت أيامها كلما هممت بإرسال تغريدة تراجعت.. ثم أخذتها للمسودة وحاولت إطالة الفكرة والبحث عن أفرع لها، بقدر المستطاع.. حاولت أن أجعلها تتجاوز العشرة أسطر، ونجحت في البداية، لطالما كان الاسهاب أسهل شيء علي، وخصوصاً عندما أكتب..

ومؤخراً فكرت بعد النظر لحياتي اليومية أنني لا تتاح لي فرصة الحديث عن مشاعري أو أفكاري أو مناقشة أحدهم حول موضوع ما.. بكثرة، لذا كان صعباً الانقطاع عن (التويتر)، المنصة الوحيدة التي تغذّي اسهابي وتشد من تجاعيد هذا الدماغ المزعج، وهذا عائد لأن الحياة اليومية روتينية، الروتين يصعب فيه أن تكون عميقاً، وحتى وإن تحدثت بعمق.. سيكون في إطار العائلة غالباً، لذا لم يكن هناك مجرىً أُجري فيه من أنهاري ما كتب الله، لهذا كنت أدون، لأجل أن تتحرر المشاعر وتسبح في فضاءات الله، ليصبح تفكيري أكثر وضوح، حتى أنني لوقت قريب أنسى ما أكتب.. أنساه بالفعل، لو عرضت علي نصاً أو جملة لن أعرف أنها لي، لا أدري هل على الكاتب أن يميز ما كتب حقاً؟ الأمر يضحكني لكن لا يزعجني..

الجزء الأهم في السؤال.. سبب التسمية، لأنني عرفت ووجدت الطريق الذي سيقودني لفضاء واسع.. لمساحة أكبر مما يستوعبها عقلي، لأن هذه البداية لنهاية حقبة من الشتات والتشوش العقلي واضطرابات فهم الذات والأفكار والتصرفات، لأنها نهاية للأوقات الصعبة التي مررت بها، لأنني سأبدأ كل يوم من جديد، وفي كل تدوينة انشرها ستكون بداية لشيءٍ ما في حياتي.. بداية لفكرة لاعتقاد لتعلم مهارة جديدة، لأن التدوين والأدب والكتابة لن ينتهوا عند نقطة من التطور والابتكار والسلاسة والانسيابية، لأن كل هذا سيحدث.. نحتاج لبدايات كثيرة.. تنهي فتراتنا الماضية.


السؤال الثالث:

تجربتك الكتابيّة، كيف كانت؟


تجربتي الكتابية الجادة تشارف بلوغ الثلاث سنوات في نهاية أكتوبر 2019، فقد انطلقت هذه المدونة ونشرت أولى نصوصها بتاريخ 20-10-2016 ..
ربما من المبكر أن أتحدث عن تجربتي كمحور حديث، لكنني على كل حال سأتحدث..


في سنتي الأولى للكتابة كنت نشيطة جداً، نشرت الكثير من القصص والمقالات، غالب انتاجي.. 31 تدوينة، ومجمل انتاجي الآن بعد ثلاث سنوات هو 42 تدوينة، أظن هذا ما يسمونه بـ"حماس البدايات"؟
المذهل حقاً كانت سرعة تطوري وتشربي للأساليب المذهلة، في ذلك الوقت كنت أقرأ كثيراً.. وكانت قابلية اقتباس الأساليب لديّ أعلى، رويداً رويداً يكوّن الكاتب أسلوبه الخاص المنفصل المميز عن جميع الأساليب، لكن نشأة الأسلوب تكون عبر تجربة العديد من الأساليب والأفكار وتراكيب جمل والسياقات مختلفة، كم كان ممتعاً وحابساً للأنفاس عندما أكتب بأسلوب مختلف، كنت أبدو كالصفحة البيضاء.. يطبع فيها الأسلوب وتطبع فيها الفكرة نفسها بلا أي رواسب.. هكذا بدأت..
في تلك الفترة كنت أخشى الانتقاد وعلى ذلك لم أنشر تدويناتي على نطاق واسع، كانت التدوينة الواحدة لا تتجاوز 5 مشاهدات.. إن وصلت للعشرة عبر توصيات الدائرة الضيقة فذلك يوم فرحي!...
أما الآن فمتوسط عدد المشاهدات للتدوينة الواحدة 600 مشاهدة ولله الحمد :)..

شعرت بالثقة وبدأت بنشر رابط المدونة بعد تدوينة شريان من ورد.. رغم أنها كانت قنبلة الانتشار إلا أنني لا أحبها كثيراً.. لا زلت أجهل فيها أشياء من المفترض أنني أعرفها حق المعرفة، مما يعود علي بشعور محبط إزاء جهلي لذاتي حينئذ.. فكرهتها :) *أمور عائلية بين الأم وبناتها*
لقراءة شريان من ورد اضغط هنا


في السنة الثانية صار معدل انتاجي أقل.. لم أعرف سبب تراجعي لكنني ربما تملّكني الخوف الشديد من كون الكتابة هواية ونزوة عابرة في حياتي، وصدقاً.. أردت أن أكتب شيئاً يستحق القراءة، لياقتي في الكتابة أكثر من لياقتي البدنية وهذا مما يطمئنني، أي أنني متى ما اشتهيت أن أكتب.. كتبت!، وهذا من عظيم نعم الله عليّ، لذا صرت أتأخر في النشر..
في السنة الثانية نشرت 6 تدوينات فقط، مقالين وأربع قصص..


اشتركت في هذه السنة في مسابقة كتابة قصص تابعة لوزارة التربية والتعليم، حصدت المركز الأول على مكتب الوزارة التي تتبعه مدرستي الثانوية، وحصدت المركز الثالث على مستوى الرياض، بغض النظر عن أن التجربة كانت سيئة، لكنني جربت! ومع أنني دخلت بلا سابق تخطيط إلا أنني حصدت مركزاً ممتازاً، لست محبطة كثيراً، لكنني آسى على الظلم الذي حدث للمشتركين، في تلك الفترة فكرت "كيف ستكون المسابقات الكتابية عادلة؟" لأن الأمر يعود دائماً للذائقة القرائية، يعود للمواضيع المختارة، يعود للوقت المتاح للكاتب ليكتب، كل هذه العوامل تؤثر كثيراً.. وصعبٌ أن تكون كلها في صفك وخصوصاً الأولى..
مهما قصصت الحادثة على أحد فإنه لا ينصفني فيها.. فعلاً العدل في تقييم النصوص مستحيل.. هذا أيضاً لا يجعلني متحمسة للاشتراك في أي مسابقة، ويجعل هدفي الوحيد من المشاركة هو الرغبة في التجربة فقط..
 لقراءة القصة التي شاركت بها اضغط هنا

السنة الثالثة وهي السنة الحالية.. تبقى لدي شهران لإكمال هذه السنة، نشرت في هذه المدة 5 تدوينات، وهذه التي تقرؤونها هي السادسة لهذا العام..
هذه السنة اشتركت في مسابقة كتابة إلكترونية، بعثت لي بها خالتي وحثتني على الانضمام لها، لم أكن لأخسر شيئاً! سجلت بياناتي في موقعهم وأرفقت ملف pdf بالمشاركة وارسلتها..
انتهت المسابقة ووصلني بريد إلكتروني من المؤسسة المنظمة تخبرني بعدم فوزي في المنافسة لكن مشاركتي كانت مميزة! لذا هم وضعوها في قائمة المشاركات المميزة..
دخلت الموقع وبحثت عمّا يسمونه بالمشاركات المميزة.. أمضيت عشر دقائق أقلّب الموقع السقيم لكنني لا أجد أي قائمة أو صفحة بهذا الاسم.. ضحكت في داخلي وخرجت من الموقع، إنها مسابقات خرقاء!

على كلٍ.. استمعت كثيراً بالكتابة، حمدت الله كثيراً أن قذف بهذا الحب في قلبي، شكرته كثيراً وسخرت كل ما استطيع من جهود لتقديم المساعدة عبر الكتابة، أتمنى أنني وفقت فيما نشرت، في السابق والحاضر والمستقبل..
وأيضاً.. هناك شيءٌ مميز أمتن للكتابة أن أكرمتني به.. ذلك أنها خلقت لي مساحة!، مساحة حرة لا قيود ولا عواقب ولا أخطاء فيها، أنا الحكم واللاعب هنا، شيءٌ بهذه الرحابة بعد أن ضاقت بالمرء الدنا.. لهو أمر مذهل كحلوى الكراميل..

هووف.. الكثير من الثرثرة مجدداً!
يوماً طيباً يا أحبة :)


لبنى الثقيل

20 ذو الحجة 1440
21 اوغست 2019
2:23م

تعليقات