قبل عام واحد.. لم يكن بُكائي بالشيءِ المعهود لعيناي ولنفسي، كنتُ أحياناً أشعر بالضيق وأتمنى أن يختفي بالبكاء، كنت أتمنى أن ترحَمني عينايَ بالبُكاء، لكنهما لا تبكيان!... لذلك أقف من قمة حزني وأتأمل وجهي الشاحبَ المُصفرّ في المرآة وأحاول أن أغير شكلي بأيّ مساحيق أو تسريحةِ شعرٍ غريبة، أردت ضمنياً أن أخبر نفسي الداخلية «من كانت تود البُكاء أنفاً اختفت.. لم تعد هُنا»، بعد محاولات عديدة للتفريغ عن نفسي بالبُكاء قررتُ أن أنسى الموضوع وأن أتجه لطريقٍ آخر لأفرّغَ عن نفسي وأُرفهَها.قررت أن أسلُكَ سبيلَ الكتابة، أصبحتُ أكتب وأكتب، رغم أني حزينةٌ ومغتاظة؛ لكن الكتابات حينها كانت كالضِماد، الكتابةٌ شيءٌ مذهل!، وطبيبٌ يُشهد لهُ بالمهارة! لكني وللأسف لم أكتب إلا السيءَ الأسود المُحزن، عندما يُكدرني أمرٌ؛ فأنا أهرعُ للسجلاتِ وأكتب وأكتب، عندما أريدُ البُكاء؛ فأنا أكتب، عندما يخيبُ أملي وينكسرُ جناحي؛ فأنا أسرع للسجلات وأكتب، كانت الكتابة مثل الحضن بالنسبة لي، لا يُمكن مقارنة حُضنِ الكتاب بأيّ حضنٕ أخر، رائحةٌ الورق.. وصرير القلم.. وانسياب الحبر على الورق... لايوجد أيٌّ من هذه الصفاتِ في حُضنٍ غير حُ...
مزيجٌ من مذكراتٍ وخواطر، وأحاديثُ نفسٍ عابرة