أحب البيت، ويعجبني نص خالد أحمد توفيق عندما قال: "أحب فكرة البيت"، وتدفئوني فكرة امتلاك مساحة خاصة، مليئة بالأحباب، وأحب أن لي شيئاً في الأرض أعود له بظهرٍ منحنٍ وكتفٍ منهك كل مساء فينسيني كل همومي عند أول خطوة على أعتابه.. أحب كيف نمضي ليالي الشتاء متحلقين حول موقد النار، نرتدي ملابس ثقيلة بألوان داكنة دافئة، بالكاد تبزغ وجوهنا خلالها، أحب عندما نضع إبريق الحليب بجوار الحطب ليبقى دافئاً، بينما نغمس الشابورة في كؤوسنا المملوؤة به، نسابق بالشابورة أفواهنا خشية أن تنكسر، فنسبقها مراتٍ وتسبقنا. أحب كيف يعج البيت بالضجيج أثناء تحضير مائدة الطعام، أو قبل الخروج لأي مناسبة أو موعد، أحب كيف تتحول السلالم لطريقٍ سريعٍ مزدحمٍ بالأرجل، التوقف فيه مستحيل وقد يودي بحياتك وحياة الآخرين، أحب اللحظات التي نستعير فيها أدوات بعضنا لإكمال زينتنا قبيل الخروج، وكيف نحشو حاجاتنا مع صاحب الحقيبة الأكبر. أحب النهارات الصيفية في البيت، تلك الأيام التي تمتلئ فيها ثلاجة البيت بأنواع المثلجات، ونرتدي فيها أخف الثياب وأزهاها لوناً، ونخرج سوياً للشاطئ أو للمنتجعات، ونلتحق بأحد المراكز أو النوادي الصيفية ...
مزيجٌ من مذكراتٍ وخواطر، وأحاديثُ نفسٍ عابرة