ما موقفنا من الانتظار؟ جرّني الحديث الطويل هنا وتقليب الأبيات وتأملها بيت شعر للبردوني قال فيه: هذا الذي سميته منزلي كان انتظاراً قبل أن تدخلي قد يكون الانتظار صعباً وقد يكون رمادي اللون ومبهم الحال، لكن بقدر كل ذلك التشوّش يكون أمل اللقاء، وبقدر كل هذا الشتات الذهني والعاطفي يكون الصبر.. تغنياً بالمثل الشعبي "من صبر نال". إلا أن للانتظار حلاوة، ربما تكون حلاوةً لاذعة إن كان انتظاراً بلا موعد، لكن ماذا إن كان انتظاراً إلى أجلٍ مسمى؟ مؤقتاً لنهايته مذ بدأ؟ أيكون أخفّ وطأة على النفس المتلهفة أم يكون أصعب وأخنق؟ بظني أن وضوح النهاية أسلى للنفس، وآكد للبلوغ وأشرح للخاطر وربما.. يواسي المحزون كلما انقطع به الرجاء. أما الانتظار إلى أجل غير مسمى رغم ما فيه من اليأس والضيق، إلا أن -بحمد الله- فيه من السعة والأمل، فإن كان أمد الانتظار غير واضح ففي ذلك ما يبعث في النفس كل دقيقة ما يجدد أملها، فيجول في الخواطر "ربما الآن ينتهي كل هذا!"، فيعود الغائب، ويشفى المريض، ويخرج من توارى خلف الظلال لسنين، "ربما الآن وفي هذه اللحظة تفرج!" بهذا الأمل واليقين بكرم الله وعونه يعي...
بداية المُنتهى
مزيجٌ من مذكراتٍ وخواطر، وأحاديثُ نفسٍ عابرة